الأحد، 29 يوليو 2018

طربوش أبويا

طربوش أبويا




"كريم...اعدل طربوشك شوية ..دي مش وجاهة أفندي ابداً" قالها أبي فجأه مخترقاً حالة السلام الداخلي التي استغرقت ساعات للوصول اليها
فانفجرت الخلايا العصبية داخل عقلي تتصارع في إيجاد أسوأ ما يمكن أن يقال رداً على هذه الكلمة ولكني عوضاً عن ذلك قررت أن أبتسم ابتسامة باردة كتلك التي يبتسمها السياسيون في معاهدات السلام الوهمية ثم ذهبت الى غرفتي القديمة بمنزله أفكر ..
لماذا لم أتخلى عن هذا الطربوش السخيف كل هذه المدة..
كلما أنظر يومياً في المرآة قبل خروجي من المنزل أجد هذا المخروط الناقص الأحمر اللون فوق رأسي وهو يتدلى منه تلك الخيوط الحريرية السوداء..يا لسخافة مظهره..
***
كنت قد قضيت ثلاثة عشر عاماً من عمري أتعلم فيها كيفية تجميع الخيوط يدوياً لصناعة القماش حتى صنعت أول قطعة قماش يدوية الصنع بعد تعب و شقاء لأصل الى مرحلة اتخاذ القرار الصعب
ما الذي ستكون عليه تلك القماشة؟؟
"طربوش" أتذكر صوت أبي عندما قال لي تلك الكلمة منذ خمسة عشر عاماً ... قلت له وقتها "زمان الطرابيش انتهى يا والدي"
ولكنه قال" الطرابيش رمز للأصالة و الوجاهة الإجتماعية..يا ابني كل بشوات مصر الكبار بيلبسوا طرابيش و انت يابني مش أقل منهم في حاجه"
"واذا كنت أنا اصلاً من الأساس يا والدي شايفهم مجانين ومش مقتنع اني أحط البتاع ده على راسي اصلاً"
غضب أبي من ردي و قلب شفته السفلى بإشمزاز ثم قال " اخص عليك ولد عديم الربايه صحيح.. انت ناسي ان الطربوش ده انا بلبسه طول حياتي لحد ما كبرتك
و خليتك أفندي كبير وبقيت تعرف تصنع قماش لنفسك"
محاولاً ان أسعف الموقف " لكن يا بابا انا مش ممكن أقصد اني اتكلم عن حضرتك بإسلوب بذئ أو سئ ، كل ما في الأمر اني كنت حابب اني أخوض حياتي بلبس مختلف مش بنفس الهيئة اللي كنت على طول بتظهر بيها"
-"واللهِ عال يا ولد.. دلوقتي كمان هيئتي مبقتش عجباك"
-"العفو يا بابا.. أنااااا"
-"بقا اسمع اما أقولك هي كلمة ومش هتنيها.. هتلبس طربوش يعني هتلبس طربوش"
-"لكن يا بابا الطربوش اتلغى من أيام الثورة يعني من أكتر من 5 سنين..ده حتى البوليس دلوقتي مبقوش يلبسوه"
-"يا ابني انا مش هعيشلك العمر كله.. و شعري اللي شاب ده مش من فراغ.. ده شعر راجل لف و شاف في الدنيا كتير.. هتعمل ايه بحتة قماشة لسه صغيره بالحجم ده.. هتعملها شراب ومحدش يشوفها ولا يعرفها وانت لابسها ولا عايز تعملها (برنيطه) و تلبسها على الشط زي العيال الخنافس"
-" أنا مش فاهم ايه علاقة الخنافس بالبرانيط اصلاً يا بابا بس أنا مش حابب فكرة الطربوش.. خنقة على الراس كده و ملوش معنى "
-"كفاية يا ابني ان راسك تبقى متدفيه في برد الشتا.. غيرك ميحلمش اصلاً يلبس الطربوش ده.. انت عارف (فابريقة) الطرابيش بتنتج كام طربوش في السنة وفيه كان واحد عايز طرابيش..تخيل بقا انك انت هتعمل الطربوش ده من القماشه اللي عملتها طول حياتك"
-"بالظبط..ما نسيب بقا الناس تروح تجيب الطرابيش اللي بتحبها.. وماخدش انا بقا مكان واحد كان واقف مستني و بيحلم بالطربوش ده"
-"يا ابني اسمع بس الكلام. احنا هنروح كفر الشيخ للورشة هناك ..و هنديلهم القماشة... ولما يبقوا يعملوها طربوش .. ابقا شوفه .. لو عجبك كان بقها..معجبكش...نبقى نفكه تاني و نرجع قماشتك تاني.."
"اللي تشوفه يا والدي"
*******
لم يمر يوماً بعمري لا أتذكر فيه ذلك اليوم المشئوم يوم ارتديت الطربوش للمرة الأولى على رأسي .
نظرة الفخر على وجه أبي ..دموع أمي..وشعوري بإني على وشك دخول تجربة مختلفة ، فقد مرت ثلاثة أعوام كاملة منذ اخر مره لبس الناس الطربوش في شوارع القاهرة
تحملت نظرات السخرية و الإستهزاء في جميع الشوارع و الميادين من معارضي الطربوش و الذين رأوا فيه عودة لنظام الملكية بعد ثورة 52 المجيدة
ونظرات الفخر ممن أيده كشكل فلكلوري حضاري للمصريين متناسيين ان الطربوش اصله تركي!!
كلما رغبت في كل يوم أن أخلع ذلك الطربوش يفاجئني أبي بأنه يليق بي و اني سأعتاد عليه.
بعد فترة من الزمن بتلك الدوامة كنت قد تعودت على شكلي بالطربوش..مازلت لا أفضله و لكنيي اعتدت عليه ، تماماً مثل صديقك الذي يلبس نظارته الطبية للمرة الأولى فتشعر ان شكله غريب ثم تعتاده مع الوقت و إن كنت مازلت تفضل شكله القديم الأكثر صحة.
عامين..و ثمانية أشهر ... و أربعة أيام تلك هي المدة التي ظللت مرتدياً فيها الطربوش و أنا أعطيه فرصة لأرضي رغبات أبي وهو يستمر يومياً في مضايقتي حتى أتى اليوم الذي فاجأني فيه احد الماره
-"تسمح يا أخينا لو سمحت"
-"حضرتك تقصدني أنا "
-"بالتأكيد أقصدك انت .. مفيش حد غيرك واقف قدامي"
-"أقدر أساعدك ازاي؟"
-"مبروك باشا أول ما شافك لابس الطربوش فضل متابعك من فتره و قالي أندهك قوام علشان عايزك في كلمتين"
-"مبروك باشا مين..؟!!"
-"حد برضه يا أفندي مش عارف حسن باشا مبروك.. صاحب مصنع الطرابيش على العموم هو هيكون منتظرك في العنوان ده النهارده الساعه 10..
وهكون ممنون جداً لو بلغت أهلك انهم معزومين معاك"
قالها وهو يعطيني كارت به إسم الباشا و رقم التليفون و العنوان ..
ذهبت الى العنوان و انتظرت بضعة دقائق في الصالون حتى نزل الباشا من على السلالم و هو يقول "سعيده عليك يا كريم أفندي..يادي النور..نورت السرايا"
رددت تحيته بأفضل منها ثم سألته" أقدر أعرف حضرتك كنت عايزنا في ايه؟"
-"بقا شوف يا كريم.. أنا زي ما انت عارف صاحب فابريقة الطرابيش الوحيدة اللي في مصر. خاصة بعد الحريق اللي صاب الورشة في كفر الشيخ..
وزي ما انت عارف برضه الناس بطلت تلبس طرابيش و الورش عندي بتقفل و العمال هيتشردوا"
نظرت لأبي نظرة طويلة وكأني أقول له "اذا كان صاحب مصنع الطرابيش بيقول محدش بقا بيلبسها" ولكنى لم أستطع قولها حتى لا أسبب احراج للباشا
فقلت و قد بدأ الفضول ينال مني"طبعاً عارف يا باشا..لكن أنا ايه شأني بموضوع زي ده"
-"شأنك انك هتبقى الواجهة الدعائية للمصنع..كل المطلوب منك انك متقلعش الطربوش و تمشي بيه في شوارع البلد كلها"
-"وانا ايه اللي يخليني أقبل بوضع زي ده؟!"
-"الفلوس بس أنا مش هقولهالك صريحةً كده.. أنا هقولك انها علشان نرجع شكل من أهم أشكال الفلكلور المصري .. يعني علشان خاطر مصر"
-"لأ اذا كان علشان خاطر مصر..وفيه قرشين كويسين.يبقى أنا موافق طبعاً "
-"جميل يبقى نمضي الكونتراتو بس الأول لازم تعرف حاجه...مدة العقد 24 سنة و أنا هحسبلك منهم الثلاث سنين اللي لبست فهم الطربوش قبل كده يبقى 21 سنة"
-"أيوه يا باشا بس ده كتير أوي"
-"متقلقش...هيعدوا هوا..المهم انك متقلعش طربوشك ابداً خلال ال21 سنة دول.."
"موافق"
-"تحلف على الكلام ده..."
-"أحلف"
-"طب قول ورايا.. أقسم بالله العظيم"
-"أقسم بالله العظيم"

-"أقسم بالله العظيم" -"أقسم بالله العظيم"
-"أقسم بالله العظيم" -"أقسم بالله العظيم"
-أنا أكون مخلصاً لبنود العقد
-"أن أكون مخلصا لبنود العقد
-" مطيعاً لأوامر الباشا الكبير"
-"مطيعاً لأوامر الباشا الكبير"
-"محافظاً على طربوشي"
-"محافظاً على طربوشي"
-"لا أخلعه قط"
"لا أخلعه قط"
-"والا اخالف العهد"
"والا أخالف العهد"
-"والله على ما أقول شهيد"
-"والله على ما أقول شهيد"
***********
مضت عشرة سنوات .. يضيق فيها طربوشي على رأسي يوماً بعد يوما تعرفت فيها على شباب أخرى مثلي عملوا جميعاً في مجال الدعاية لمصنع الطرابيش..
اكتشفت اني لسه الوحيد الذي يكره الطربوش ،الكثير منا يكرهه و مجبر على ارتدائه ، واخرين أحبوا شكلهم به وفخورين به كل الفخر.
مازلت لا أطيق ارتداء الطربوش ولكني وجودي وسط هؤلاء سهل عليَ لبسه خاصة بعد أن أدركت انه مصدر رزقي الوحيد الحقيقي فأنا لم أدخل الجامعة ، ولا اعرف عملاً حقيقياً سوى عملي.
أضعت شبابي في الحملات الدعائية لمصنع الطربوش في كل جمهورية مصر العربية
أعرف ان الاف البشر يتمنون ما أنا فيه ، ولكنهم جميعاً لا يدركوا مدى ضيق الطربوش وانه ليس خفيف الوزن على الرأس كما يظنون ، لذا كلما اشتكت رأسي ضيق وثقل الطربوش صاح الجميع في وجهي " يا اخي احمد ربنا على اللي انت فيه.. هو حد طايل منظر إجتماعي ووجاهة و كمان مرتب ثابت"
مازال هناك أكثر من عشرة سنوات أخرى على نهاية العقد ورأسي أنا من يشعر بالضيق وليس أنتم...لا لن أترك عمري يضيع هباءً وأنا مرتدياً هذا الطربوش السخيف الذي لم يكن يوماً يليق بي.
ذهبت الى أبي الذي كان السبب الأول في ارتدائي لأسخف غطاء رأس ارتديته في حياتي ودار بيننا الحوار الاتي...
-"سعيده يا بابا"
-"سعيده عليك يا ابني..شكلك مبسوط و معاك أخبار عال"
-"الحقيقة يا بابا..أنا هكون مبسوط لو وافقتني على القرار اللي أنا أخدته النهارده"
-"قرار ايه يا ابني"
تلعثمت قليلاً و أنا أقولها "بابا....أأأ أنا قررت ..انيييااا ...انا لازم أقلع الطربوش"
-"هو انت كل ما هتجيلي يا ولد هتفضل تشكيني همومك انت و طربوشك"
-"مهو الحقيقة يا بابا انك وانا اسف يعني انت السبب"
-"السبب في ايه ؟! اني حبيت أعمل منك أفندي محترم و بتلبس محترم و مظهر ووجاهة اجتماعية "
لأول مره ارتفع صوتي و أنا أرد على والدي قائلاً " ضيق..الطربوش ضيق.. طرابيش زمان مش زي طرابيش دلوقتي..أنا مجبر اني استحمل الطربوش ده على الأقل عشر سنين كمان و طبقاً للعقد لازم استحمل أي تعديل يتعمل في هيئة الطربوش يطولوه بقا يتقلوه يضيقوه...لازم أستحمل و الا العقد يتلغي..وعلى ايه ده كله"
-"انت اللي على طول متدلع و مفيش حاجه بتريحك .. يا ابني ارضى باللي ربنا كتبهولك علشان ربنا يباركلك"
-"الدم مبقاش يوصل لمخي..على طول في صداع و مش عارف أعيش ..كل أحلام حياتي بتدمر بسبب الطربوش"
-"اوعى تكون فاكر اني مكنتش بحس الأحاسيس دي كلها اول ما لبست الطربوش زمان.. بس رضينا بيه و استحملناه زي الرجاله"
-"ولما حضرتك عارف كده !! ليه عملت فيا كده... تسمحلي يا بابا ... انا مش هكمل في مهذلة الطربوش دي.. أنا هقلع الطربوش حالاً و قدامكم هنا"
رفعت يدي في اتجاه رأسي متوقعاً ان يمنعني أبي بطريقة أو بأخرى ولكن هذا ما لم يحدث ، لعله أدرك أخيراً اني كنت على حق.. أو أدرك انه لا مجال لأن يقنعني بوجهة نظره ، أو انه يحاول أن يحافظ على ما تبقى من عقلي قبل أن أصل لمرحلة المرض النفسي .مرت الثواني بطيئة و أنا أمسك الطربوش من فوق رأسي ..ها هي اللحظة التي انتظرتها لسنوات ، أخيراً سأنزع الطربوش من فوق رأسي و سألحق اخر عربة في قطار احلام شبابي ، رفعت يدي بالطربوش لأنزعه ولكنه أبى ان يتحرك من فوق رأسي..سحبته بقوة أكبر لكنه لم يهتز حتى ..
-"هو فيه ايه؟!!" قلتها لوالدي وأنا في لحظات ذهول فقال لي " يا ابني مينفعش تشيل الطربوش كده والا هيطلع براسك كلها معاه و هتموت"
-"يعني ايه الكلام ده.. امال اشيل الهباب ده ازاي"
-"الطربوش مش هيسيب راسك يا ابني الا لما مدة العقد تخلص و ساعتها الاختيار اختيارك اذا كنت تحب تعمل عقد جديد بطربوش أريح و فلوس و ميزات أكتر أو انك تقلع الطربوش و ترتاح"
انهمرت الدموع على وجهي وأنا أقول" طربوش جديد ايه اللي ممكن أفكر البسه بعد عشر سنين..لأ طبعاً أنا بفكر از..."
سكت فجأه عن الكلام ثم قلت.." لأ فيه حل... أنا هشوف دكتور يشوفلي حل طبي أشيل بيه الطربوش ده من على راسي بس الأكيد اني مش هسيب نفسي كل يوم في روتين الطربوش"

التسميات: , ,

الأحد، 22 يوليو 2018

كيكي على العالي و كيكي على الواطي

كيكي على العالي و كيكي على الواطي




صحيت من النوم النهارده بفتح الفيسبوك لقيته كله مليان فيديوهات لناس عماله ترقص جنب عربياتها و هي مشغلة أغنية غريبة كده.. فدخلت أدور على جووجل علشان افهم الناس اتهبلت ليه..اتضح ان ده تحدي جديد على زي تحدي الثلج اللي كان من كام سنة اسمه تحدي كيكي ... الحقيقة الفضول قتلني أعرف مين كيكي دي..و عرفت ان كيكي دي أغنية جديده غناها مغني الراب الكندي Drake لـ Keshia Chanté (كيكي) حبيبته الأولى و اللي كانت معاه وهو صغيرين في مدينة توريتو و كانوا (متصاحبين) في مرحلة المراهقة وهي مغنية برضه بس بتشتغل مذيعة برضه و في انترفيو عملته (كيكي) لـ(دريك) في 2013 قالها فيه "انتي عارفه انك من أوائل الناس اللي كنت (بكراش) عليهم و غنيتلك راب قبل كده...
و بالفعل دريك غنى في 2009 ريمكس لأغنية كيشا Fallen وقال فيها Keshia, Keshia, do you remember the old us? You just hold it down for your boy until the plaques arrive that's why I love you"."

عرفنا مين كيكي..نرجع بقى لرقصة التحدي.. انتوا متخيلين البنزين اللي كلنا كنا هنعيط لما سعره زاد علينا بقينا بنهدره في الهوا كده..طب بلاش البنزين ،انتوا متخيلين كمية الحوادث اللي ممكن تحصل بسبب الهبل ده..
أنا متخيل كده حوار بين واحد و مراته وهم خارجين في العربية بسبب موضوع كيكي ده ممكن يبقى ازاي..

"حبيبي..اركن على جنب..عايزه أعمل كيكي"
-"ههههه أكيد تقصدي تقولي كيكه... طب وليه تتعبي نفسك يا حبيبتي مانجيب جاهز على طول"
-"انت السمع ايه؟! بقولك كيكي..عايزه أعمل كيكي"
-"طب امسكي نفسك شويه يا حبيبتي لحد ما نوصل البيت مش ناقصه (زروطه)..بس والنبي مش عايزين روايح غريبه بقى و انا إن كان عليا هسوق بسرعه.."
-"ايه القرف ده ...يا دي الجهل اللي انت فيه.. انا بقول كيكي يابني ادم مش كِكي "
-"معلش ..حقك عليا...اعذري جهلي يا وزيرة الثقافة و فهميني.. مين كيكي دي؟"
-"دي أغنيه جديده ..خد حط الفلاشه دي في اليو اس بي و انت هتفهم"
-"أيوه بتقول ايه الأغنية دي يعني..و أركنلها على جنب ليه؟!"
-"Kiki, do you love me? Are you riding?
Say you'll never ever leave from beside me "
- "طب مانتي كده مجوبتيش على سؤالي...مين كيكي برضه اللي بيغنيلها؟!!"
-"لأ هو انا ..مش عارفه بالظبط ..بس واضح انها واحده بيحبها.."
-"طب ما كاظم لما بيغني أحلى أشعر لنزار القباني مبنركنلوش على جنب يعني...بنسمعه عادي و احنا سايقين"
-"لأ مهو الأغنية دي ليها رقصه مشهورة و طالعه موضه...وهي ببساطه ان اللي جنب السواق بينزل و السواق بيسوق جنبه بالراحه و يصوره و هو بيرقص جنب العربية و يحاول يلحقها بخطواته و بعدين نحط الفيديو على النت علشان نشوف مين أحسن واحد بيرقص عليها"
-"يعني انتي عايزاني أمشي جنبك بالراحه و انتي تطلعي تجري جنب العربية كإنك بتركبي أتوبيس نقل عام مش في محطته"
"-مش هجري هجري يعني أنا هرقص"
-"وعايزاني أركنلك على جنب علشان تنزلي ترقصي في الشارع "
-"اه"
-"وعايزاني أنا أصورك فيديو و انتي بتترقصي في الشارع و أحطهولك على النت"
-"على فكره دي حاجه عالمية ...والعالم كله بيعمل كده"
-"ده انتي طلعتي مش عايزه كيكي...ده انتي عايزه حد يربيكي"

****

صورة كيشيا شانتي (كيكي)





التسميات: , , ,

الخميس، 5 يوليو 2018

يمكن مش غصب عنك

يمكن مش غصب عنك




بتحب شغلك ؟
لأ منا فاهم انك راضي و الحمد لله ، بس انا مسألتكش انت راضي عن شغلك ولا لأ ، أنا بسألك.. بتحب شغلك ؟..مش عارف تجاوب..طب خليني أساعدك .لو انت فجأه ورثت عشرة مليار جنيه ..هتستمر في نفس شغلك .. أو حتى في نفس المجال ؟!
أنا بحسد النسبة اللي مش هتعدي عدد صوابع الايد الواحده من عشرة فالميه اللي هيقولوا اه بحب شغلي ، علشان انا شايفهم محظوظين بجد ، أما الغالبية العظمى من خلق الله فبيتم اغتصابه يومياً بإسم الشغل ..متستغربش أوي كده من الكلمة أنا مش ببالغ ولا حاجه هو يعني ايه اغتصاب اصلاً..لو فكرت فيها شويه هتلاقي ان الاغتصاب عباره عن علاقه بين طرفين أو أكثر بيتم اجبار أحد أطرافها على فعل معين لا يريده أو بالبلدي كده (غصب عنه).

خلينا نتكلم عن النسبة الأكبر من اللي جاوبوا بـ لأ - و اللي انا منهم- هتلاقيهم كل يوم بيصحوا غصب عنهم بدري علشان يلبسوا غصب عنهم Dress Code معين ده لو مكنش Uniform موحد كمان و بعدها ينزلوا من بيوتهم و يركبوا عربياتهم أو مواصلات يمشوا بيها غصب عنهم في الزحمه أو في جو زفت أو غيره علشان يوصلوا أشغالهم اللي احنا اتفقنا انهم مش بيحبوها يعني برضه بيعملوه (غصب عنهم) .
كل اللي فات ده نقدر نقول عليه (سُنِة الحياة) ومفيش دليل على الكلام ده أكتر من كلام ربنا في القران الكريم " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" و الكبد هنا بمعنى مشقة و تعب ، أمال يبقى فين المشكلة..المشكلة لما بننسى القاعده الأساسية (احنا بنشتغل علشان نعيش) مش (بنعيش علشان نشتغل) ولما ده بيحصل بنبدأ نتصرف تصرفات غير منطقية ، تلاقي واحد بيموت نفسه في شغله لدرجة انه بييجي على صحته و على بيته و عياله علشان يتقال بس ان فلان ده بيستحمل و بيقدر يشتغل تحت ضغط.. علشان ايه يعني ده كله ؟! .ما تأدي اللي عليك و تجتهد في شغلك من غير ما تنسى ان "لبدنك عليك حق" وده طبعاً مش أنيل من المتملق اللي طول الوقت يمجد مديره في أي حاجه يعملها سواء كانت صح أو غلط لمجرد انه طمعان في مرتب أعلى أو منصب معين أو حتى أجازه منه ،المشكلة في المثالين اللي فوق ان النوعين دول لما تواجههم يقولولك هعمل ايه مهو (غصب عني) ..
طب خلينا نفكر في شوية حاجات كده ناس كتير بعملها تحت اسم (غصب عني) يعني مثلاً يا ترى فيه كام واحد في مصر بيدفع رشوه (غصب عنه) علشان يخلص مصلحه بدري شويه من غير ما يتبهدل في شوية اجراءات روتينية ، طب يا ترى فيه كام مدرس بيضطر (غصب عنه) انه يلجأ للدروس الخصوصية علشان يعرف يأكل عياله اللي تقريباً مبقاش يشوفهم بسببها و طبعاً ممكن نقيس على الدكاتره و عيادتهم الخاصه نفس الكلام ، طب تعرف انت كان ست بتتعرض (غصب عنها) للتحرش بدرجاته المختلفه و غصب عنها مش قادره تقول لجوزها أو أبوها لإنها خايفه انه يكون رد فعله "متنزليش من البيت تاني" ، طب تعرف كام واحد بيضطر (غصب عنه) يضحك أو حتى يبتسم في وش مديره على أي إفيه بايخ يقوله لمجرد إنه خايف لا يحطه في دماغه ، طب يا ترى فيه كام واحد اتجوز (غصب عنه) واحده مبيحبهاش علشان ميزعلش أهله اللي اختاروهاله ، أو بالعكس كام واحده اتجوزت (غصب عنها) واحد مش بتحبه علشان مقدرتش تقول لأهلها انها بتحب واحد تاني مش جاهز بكنوز علي بابا اللازمه للجواز في عصرنا الحالي، طب كام واحد بيشتغل (غصب عنه) شغلانه وهو عارف انه لو فضل فيها 50 سنه كمان مش هيحقق أي حاجه من طوحاته ، طب كام واحد بيضطر(غصب عنه) ياكل نفس الأكله اللي بيكرهها عند حماته مثلاً علشان اول مره اتكسف و جاملها وقالها "احلى محشي أكلته في حياتي" و من ساعتها و هي بتعملهوله مخصوص كل ما ييجي .😂
من فتره كنت قريت موقف لـ(أم كلثوم) في مقال كتبته إحدى صديقاتي الفيسبوكيين كنت أول مره أعرفه ، لما كانت (كوكب الشرق) طالعه على السلم و قابلت (أحمد رامي) و هو نازل ووقف فجأه فسألته "وقفت ليه يا (رامي)؟" فقالها "أصل روحي طالعه" . ممكن لو أي حد حضر الموقف ده يعتبره هزار لطيف أو مجامله ظريفه ، بس أم كلثوم كانت عارفه ان (رامي) بيحبها و عارفه ان حبه ليها ده هو المحرك الأساسي اللي كان بيدفعه لكتابة أجمل الكلمات ليها و اضطرت (غصب عنها) تعكر نقاء حياتها المخلصة لزوجها الدكتور (حسن الحفناوي) لإنها عارفه انها لو منعته عن تلك الـ(إطراءات) هتلاقي الاف يتمنوا ينالوا شرف الكتابة لأم كلثوم بس مش هتلاقي اللي يكتبلها بشغف الحب بتاع (رامي).
اخر سؤال هسأله بقا .. هل فعلاً كان غصب عنهم ؟! 🤔.. مش يمكن الراجل لو كان مضحكش على نكت مديره البايخه كان ممكن الموضوع يعدي عادي و ممكن كمان المدير ياخد باله انه دمه بايخ ، ومش ممكن الست اللي اتحرشوا بيها لو كانت عملت محضر في القسم علشان تاخد حقها بشكل قانوني أو حتى قالت لجوزها أو أبوها علشان تاخد حقها بطريقة قانون الغابه كان زمانها ساعدت في حل - ولو جزء بسيط- من مشكلة التحرش ، طب لو كان الراجل قال لحماته من أول يوم ان المحشي بتاعها وحش مش يمكن متعملوش تاني في اليوم اللي بيزورهم فيه أو على الأقل كانت اتعلمت بيتعمل ازاي بدل ما الغلبان لحد دلوقي بياكله بالمعلقة .
أكيد فيه حاجات (غصب عننا) زي الموت و القدر و المرض و غيره بس لو ركزنا شويه هنلاقي ان ربنا مدينا في الدنيا حياة واحده نعيشها فحاول قدر الامكان متضيعش متع الحياه تحت بند (غصب عنك) في حاجات كتيرلو ركزت شويه هتلاقيها (يمكن مش غصب عنك).
فيه أمثله كتير تانيه كان نفسي أكتبها بس للأسف مقدرتش أكتبها (غصب عني) علشان أحافظ على شغلي.

التسميات: , , ,