الجمعة، 17 مارس 2017

السواقه فن . مش عَن عَن

السواقة فن مش عن عن





النهارده هكلمكم عن موضوع انا بعتبره موضوع مهم جداً و بنتعرضله كل يوم في الشارع الا و هو موضوع السواقه في مصر
تحذير... الموضوع طوييييييييييييل جداً جداً .. هات مج النسكافيه بتاعك و اقرا بمزاج.. أو قسمه على أجزاء و اقرا كل شويه جزء علشان متتعبش مني..
أخش في الموضوع على طول و أجيب من الاخر ؟
لأ طبعاً ...لازم أشل الناس معايا و ابدأ الموضوع من الأول خااااااااالص 
من أول ما قررت أتعلم السواقة....

مرحلة تعليم السواقه:
رغم ان والدي كان سلاح النقل في الجيش إلا ان تعليم العساكر أسهل بكتير من تعليم العبد لله .. أصل العسكري حاجه من اثنين يا هيتعلم علشان حاسس بأهمية الرساله اللي بيأديها
يا اما هيتعلم علشان خايف من الحساب و الجزا اللي هيستناه لو غِلط
انما انا هخاف من إيه فكنت واخد الموضوع بهدوء جداً علشان أخيراً بابا رضي عني و هيعلمني السواقه بقا و هعيش..
و بابا فيه ميزه غير عاديه انه أحسن واحد في الكون يشرح الدرس الأول ... الدرس الأول في أي حاجه بقا..
يعني مثلاً أيام المدرسه لو بذاكر انجليزي و طلبت مساعدته ..يقعد معايا و يبدأ ...
Lesson 1
و بعدها مشوفوش معايا على كتاب تاني و أمي بقا تبدأ تتولى معايا مهمة المذاكره اللي كانت معايا انا بالذات كانت غالباً بتنتهي بشِبشب محدوف أحسن من أي صاروخ موجه حرارياً ،
لإنه هيصطادك هيصطادك حتى لو خدت كل الملفات اللي في الشقه و طفيت كل المحركات .. (حبيتي يا حاجه)

المهم نرجع لموضوع بابا و هو بيعملني السواقه و انا في حالة الهدوء اللي حاولت أحافظ عليها بس عجزت تماماً
لإن بابا كان فاكرني تقريباً بعرف أسوق قبل كده و جي يديني المراجعة النهائية علشان يأكد معايا المعلومه و اكتشف ليلة الامتحان بس اني مش جاهز بأي معلومة..

اصوات زعيق و شخط طول الوقت من عينة
"مربطش حزام الأمان ليه؟"
"انا قلتلك دوَر العربيه؟!..مش قلتلك تظبط مراياتك الأول"
"ماشي على الثاني ليه كل ده..حرام عليك الموتور"

وهكذا من الجمل اللي بتأكد ان عندي أب مصري أصيل خايف على ولاده لدرجة انه ممكن يكرهم من السواقه اصلاً 
(حبيبي يا حج)

المهم اني كالعاده مخدتش غير الدرس الأول من بابا بس المره دي انا اللي خلعت مش هو .. مستحملتش طريقته في تعليم السواقه..
و بالتالي اعتمدت على اصحابي و تحديداً أحمد رضا (حماده وقتها) و محمد أسامه (كابوريا وقتها برضه) انهم يعلموني واحده واحده

انا فاكر كويس اوي ان أنكل رضا كان مسافر مره و (حماده) ابنه أخد عربية باباه اللادا و لمينا الشله كلها و طلعنا على المقطم
وتقريباً ده أكتر يوم اتعلمت فيه السواقه .. الإسطوره بتقول ان اللي يعرف يحرك دركسيون اللادا يقدر يسوق أي عربية و بالتالي اكتسبت خبره أحسن من أي خبره في الحياة اليوم ده
و كان اليوم هيمشي زي الفُل و اللهِ لولا ان واحنا نازلين و حماده سايق لبس مطب محترم على سرعه عاليه جاب مقصات العربية على الأرض
وفجأه تحولت الخروجه الإسطورية الى المشهد الكوميدي الشهير لفيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) لما الصعايده جابوا العربية زق لحد (خلف) ..
بس الحق يتقال ساعتها مكنش الموضوع كوميدي خالص و كلنا كنا بنفكر هنقول ايه لأهالينا و خصوصاً (حماده).

بعد ما وصلنا العربيه -بقدرة قادر- لحد الحرفيين اللي في الحي السادس و سيبناها هناك لحد الصبح لما الناس تفتح و ابتدينا زي اي اصحاب جدعان نلم كل (تحويشة العمر) من بعض علشان نقدر نصلح العربية محنا كنا في ثانوي ساعتها و تحويشة العمر دي مننا كلنا
يادوبك تكفي تمن المقصات +أجرة ايد الراجل اللي هيركبهم بعد استعطافه بكل ما تعنيه الكلمه علشان يِخف علينا في المصاريف
و فعلاً صلحنا العربية و رجعناها مركونه في نفس مكانها بالظبط وبالتالي محدش هيعرف الجريمة اللي كانت بتحصل بالعربيه بقالها يومين بس اللي حصل ساعتها مكنش على البال ولا على الخاطر
(كريم) أخو (حماده) الصغير قام بدور (الرويتر بتاعة فيلم الحفيد) و قال لأنكل رضا على كل حاجه ..
هو انا مش عارف هو عمل ايه ساعتها بس اللي فاكره كويس اننا قعدنا حوالي شهر منخرجش بعد اليوم ده 
******
دخلت الكلية متعلِم السواقه جاهز و عايز بقا أخرج بالعربية بتاعت بابا بقا بس أقنعه ازاي اني بعرف اسوق و في نفس الوقت مش عايز أعدي على اختبارات بابا للسواقه
لإن إختبارات بابا للسواقه في مستوى السائق الـ(عمرو ماكجيفر) و بالتالي كده كده مش هنجح في نظره أبداً..

ومن هنا جتلي فكرة وجود وسيط روحاني بينا ..شخص بابا يثق فيه لو قاله اني بعرف اسوق يخليه يديني العربية
ورغم ان أمي شالت معايا كتير في مواضيع شبه دي .. بس مردتش تتدخل في الموضوع ده بالذات
فلعبت أخر كارت معايا . مُدَرِس سواقه...
كان (عمو هاني) أستاذ تعليم سواقه بمعنى الكلمة .. هم كلمتين اتأكد اني اتعلمت السواقه و بقا يجرأني أكتر بس في السواقه في شوارع القاهرة المختلفة..
و كانت أهم معلومه اتعلمتها (عملي) ساعتها ... ان السواقه تختلف اختلاف كُلي في القاهرة عن الجيزة ...
في الجيزه تحس ان عربيتك عباره عن مغناطيس كبير يجذب كل ما هو معدن اليك ، عربيات و تكاتك و ميكروباصات ممكن تلاقي واحد اترمى على كبوت العربية مره واحده
ده بيبقى غالباً لابس ساعه معدن او معاه سلسلة مفاتيح او حاجه..
المهم اني اخيراً اتعلمت السواقه.. و أخيراً ابويا اقتنع بكده..
******
مرحلة تطليع الرخصة:
كنت في أجازه في سنه ثالثه تقريباً و لبست بدلة الكلية الحربية الشيك علشان محدش يغلس عليا هناك في المرور بقا و يطلعولي الرخصة على طول
وطبعاً لجأت للواسطه و معارف أبويا اللي جه معايا المرور (علشان أنجز) ..
أول حاجه كان امتحان الكمبيوتر قابلتني ست هناك مش عارف اسمها ايه و سلمت عليا كأني ابن أختها اللي مشافتوش من أيام ما كان في اللفه و قعدت على الكرسي اللي جنبي و شغلت الإمتحان و حلته ... اه والله زي ما بقولكم كده .. بقت هي الي بتحل الأسئلة كلها مع نفسها و اللي كنت حاسس انها طلاسم لإشارات أول مره أشوفها في حياتي أو حتى أسمع عنها
بس هي ما شاء الله حافظه الاجابات بشكل أكدلي انها بتعمل ده كل يوم تقريباً . الغريب انها جت على اخر سؤال في الامتحان و راحت قالتلي حِل ده بقا انت لوحدك علشان انا (ضميري)
ميسمحش اني أحللك أكتر من كده ، ابتسمت بسذاجه و حليت السؤال غلط و طبعاً نجحت 
فضلت مستني في الإستراحه بره جنب أبويا اللي قالي " استعد بقا علشان الدور على امتحان السواقه نفسه"
أخدت نفس عميق .. قلت يا رب أكون همتحن على نفس العربيه بتاعة أبويا علشان حفظت أبعادها و عمال أفكر يا ترى اللي هيمتحني هيكون غتت و لا الدنيا هتمشي ازاي معاه ...
قطع تفكيري صوت أبويا و هو بيقولي " استعد بقا علشان تقوم تتصور"
فقلتله بإستغراب " أتصور ايه مش لما أمتحن الأول"
فرد بثقه تشبه ثقة (عبد السلام النابلسي في فيلم اسماعيل يس في البوليس السري)" ما خلاص ياابني انت هتمتحن كل شويه .. منتا امتحنت و نجحت خلاص"
أخدت 5 ثواني على ما فهمت قصده قبل ما ابدأ أظبط لبسي علشان الصورة الحلوه
و أخيراً طلعت الرخصة .. هذا الكارت الذي يجعلني رسمياً قادر على قيادة كل ما هو بأربع عجلات لمدة 10 سنوات 
*****
مرحلة ما بعد الرخصة:
أبويا اشترى لنفسه عربية لانسر 2007 و اداني الشاهين القديمة و طبعاً فرحة متتوصفش..
و أول حاجه قررت أعملها اني لازم أدي عربيتي اسم ..
أول اسم فكرت فيه كان اسم (شاهنده) بس و لإن العماره اللي ساكن فيها كان فيها واحده بالإسم ده فكان هيبقى صعب جداً الإسم ده..
خصوصاً اني لو قعدت أحلف بعد كده ان ده اسم العربية محدش هيصدقني
وبالتالي لجأت لإسم تاني و بالفعل سميتها (شاهيناز) ..
و بكده بقيت بقلب جامد أقدر أقول في العماره انا هركب شاهيناز و أخلع من غير ما حد يفهمني غلط..
المهم ان الإسم يفضل مستتر عن عيلة بابا علشان مرات عمي عندها نفس الإسم
المشكلة ان اصحابي فضلوا مش مقتنعين بالإسم..
قالولي ان الشاهين عربية دكر و مينفعش تتسمى اسم حريمي .. هي اسمها اصلاً (شاهين) .. فلو مش هتسميها (شاهين) ممكن تسميها (شهاب) أو (شهبندر)
بس انا صممت و ركبت دماغي ان هي شاهيناز..

شاهيناز بقا هي اللي اتعلمت معاها السواقه بجد
يعني مثلاً اكتشفت ان علشان العربية تمشي مش بس لازم يكون فيها بنزين ..لأ .. ده فيه كمان اختراع اسمه الزيت..
و انه لازم يتغير هو و الفلتر بتاعه بعد عدد محدد من الكيلومترات وإلا الموتور هيقفش
مش بس كده .. ده طلع كمان ان فيه حاجه اسمها مياه..
في الوقت اللي الناس كانت بتحط لعربياتها مياه خضرا و مياه حمرا كانت شاهين عمرها ما بتشتكي .. و كأنها في تضرع دائم الى الله بالصيام نهاراً و ليلاً
و مع ذلك عمرها ما اشتكت...
شهدت (شاهيناز) على قصة حبي مع مراتي اللي بدأت في أواخر 2007 لما كانت بتفسحنا أحلى فسح في أجازات الكلية ...
كنت ابقى مقرر اني رايح مكان و الاقي (شاهيناز) بقدرة قادر تقرر تقف في مكان تاني خالص و مش ممكن تتحرك منه و الاقي المكان ده مثلاً نادي على النيل أو كافيه تحفه و هكذا.
و بعد الخروجة تلاقيها شغاله زي الفٌل ولا كأن فيها حاجه...
ده غير طبعاً ان (شاهيناز) كانت بطلت الفيلم الإسطوري (شاهيناز و إسكندرية) >> راجع المقال السابق من اللينك ده

اكتشفت بالتجربة العملية ان السواق المصري هو أحسن سواق في العالم ، لأ مش بتوع الفورميلا وان في أمريكا .. احنا أحسن برضه..
أصل السواقين بره كل اللي بيعملوه انهم بيمشوا في حارتهم بسرعه معقوله او لو فاجر أوي يعني بيمشي بسرعه وهو واخد باله من العربيات اللي معاه على الطريق.. أما السواق المصري فلازم وهو ماشي ياخد باله برضه من العربيات اللي معاه على الطريق ،
وياخد باله من المطبات و النقر ، ياخد باله من الميكروباص اللي وقف على اليمين فجأه من غير ولا اشاره ولا انتظار ولا غيره ، لازم ياخد باله من العيله الإنتحاريه اللي هي بتبقى عيله كبيره مكونه من 4 او 5 أفراد على الأقل وبيبقوا واقفين في الأوتوستراد أو صلاح سالم في النص بين الجزيرتين و بيمسكوا ايد بعض كلهم وأول ما تقرب منهم يقرروا كلهم مره واحده ينزلوا يعدوا الشارع مع بعض بدون اي سبب واضح غير انهم شايفين ان عندهم حياه أفضل في الحياة الأخرى زي أجدادهم الفراعنة ما علموهم؛
كل اللي فات ده كوم و التوكتوك ده كوم تاني ، "انت ايه" زي ما علي ربيع بيقولها ل(بيشوي) في مسرح مصر
حاجه كده مش مفهومه بين العجله و الموتسيكل و العربية !! و علشان يزيد الطين بله قررت الحكومه ان الشئ ده ملوش رخص.. و بالتالي اي حد في اي سن ممكن يسوقه عادي
فبقى من الطبيعي جداً انك تبقى ماشي في شارع و حاسس ان فيه روح شريره جنبك انت مش هتشوفها بالعين المجرده عمرك ..
لأ متخفش ده مش عفريت ولا حاجه ،حتى لو مسمي نفسه (الشبح)
هو توكتوك عادي جداً معدي بس هو حجمه صغير بس.. طب مهو لو محدش شافه يبقى ممكن يخبطوه..طب الحل ايه؟!
وهنا بييجي دور الأغاني الشعبي المقيئة و المسيله للدموع في نفس الوقت اللي بتشغل على سماعه كبيره واخده تقريباً نص حجم التوكتوك
و اللي دايماً بيشتغل عليها أغاني من بتاعة (أوكا) و (أورتيجا) و (فيفتي) و أشكالهم اللي
ارتكبوا جريمة إغتصاب مكتملة الأركان في حق تراث أغانينا العربية
فلما تلاقي نفسك راجل سايق عربية و فجأه تلاقي صوت عالي ظهر جنبك و حاسس انك عايز تعيط او ترجع اعرف ان فيه توكتوك هنا .. تهدي بقا .تطلع عدسه مكبره..
تنط من الشباك علشان تلحق العيله اياها بتاعة الحياة الأخرى
دي مشكلتك انما هو كـتوكتوك مشكلته اتحلت خلاص..
أما لو لقيتي نفسك كست بتعيطي و انتي سايقه أو عايزه ترجعي فمتقلقيش خالص.ده الطبيعي... اعملي اللي انتي عايزاه.. تخبطيه بقا تولعي فيه مش هتفرق.. انتي كده كده عملتي الجريمه من بدري
من ساعة ما قررتي انك هتسوقي عربية اصلاً..
ومش هوضح ليه ..فيه 2000 واحد قبلي اتكلموا عن سواقة الجنس اللطيف للعربيات ..وكمان مش عايز ازعل الستات مني 

في 2009 أخدت كورس في تخصص شغلي مع خبير أمريكي اسمه (جون فيتس باتريك) وكنت كل يوم بعد الكورس ادردش معاه شويه كده في اي حاجه
، لما فتحت معاه موضوع العربيات و الطرق
قالي انه قرر انه بسبب اللي شافه في الشوارع المصرية انه لما يرجع بلده هيغير تخصص شغله و هيعمل فيديو جيم و يسميها (Driving in Egypt) و هتبقى زي ما قال بالنص
You get score as many people as you can kill while driving
يعني تاخد نقط على عدد الناس اللي هتقدر تموتهم و انت سايق...
على اد ما دي تعتبر اهانه صريحه لـ(مصر هي أمي) بس من جوايا كنت متأكد ان الغلط مش عليه الغلط على الشخصيات اللي وصلتنا لكده و هتكلم عنهم -كالعادة- بالتفصيل الممل

أولاً لازم نتكلم عن الكائنات المستفزه اللي بتسوق
أول حاجه كائن المستكلب.. لأ مش المستذئب بتاع توايلايت اللي كل البنات اتهبلت عليه فجأه لما الفيلم طلع.. الفرق بينهم كبير ..
المستذئب في ليالي القمر الكامل بيتحول الى ذئب. انما المستكلب ده شخص عادي جداً و طبيعي جداً بس اول ما ايده تلمس دركسيون السواقه الكلب اللي جواه بيطلع
و تبدأ تشوفه بقا في كل حته
يعني مثلاً لما تلاقي واحد بيمسك اخر حاره يمين علشان يلف شمال من غير ما يقف في طابور الـU-Turn ده متزعلش منه.. ده مستكلب فالتصرف ده كان غصب عنه
لما تلاقي واحد مثلاً يشوف مسار عجل يقوم يركن عربيته موازي للرصيف عليه متزعلش منه.. تدعيله بالشفا او انه يتحول لكائن تاني غير كلب السواقه و غيرها من الأمثله الكتير

تاني كائن هتقابله و انت سايق كائن الDJ
وده ببساطه واحد بيسوق عربيته في الصيف و هو معلي الأغاني على الأخر و فاتح الشبابيك كلها و طول مهو سايق بيبص على الناس كلها و كأنه بيحاول يعرف ايه رأيهم في الأغنيه دي
وده كده بيبقى في ليفل وان دي جي .. ده لما بيتطور شويه ممكن يعمل خط ساخن علشان الناس تطلب فيه أغاني و هو يشاركها مع الناس من الستوديو المتحرك اللي هو سايقه
الكائن ده مبيلاقيش نفسه في الشتا اوي علشان الشبابيك مقفوله فمش عارف يزعج اللي حوليه بالأغاني زي الأول فبيبدأ يتحول الى الكائن ال(قصبجي) وده موجود جوه كل
سواق ميكروباص مصري أصيل من النوعيه اللي فاكره ان العربية علشان تمشي غير انه يدوس على البنزين لازم كمان يدوس على الكلاكس بمعدل ثابت كل 5 ثواني
لحد ما اللي حوليه كلهم وداناهم تاخد على ال(تون) المستفز فيبدأ يغير اللحن بتون مستفز أكتر منه.
فيه بقا الكائن البــ... احم احم.. طب همشيها الكائن السخيف .
وده هتلاقيه في كل اشاره زحمه من اللي فيها تايمر دي...دايماً بيبقى العربيه اللي في الصف التالت او الرابع في كل اشاره .. تبقى الاشاره واقفه بقالها دقيقتين ولا حاجه و فتحت لمدة 30 ثانيه بس
و انت هتموت و تعدي فيبدأ هو يدور العربية من الأول ويبدأ يقول دعاء الركوب (من الأول برضه)
ويتحرك بهدوء شديد و يقرر انه مش هيعدي الإشاره الا من تحت باط عسكري المرور اللي بيشاور
للناس انها تقف فتلاقيه دايماً بيعدي اخر واحد في الاشاره و هو مستمتع جداً انه عارف انه مش هيسمع حاجه من كل الشتايم اللي هو و أهله و قبيلة أجداده اتشتموها دلوقتي..
برضه و انت سايق هتلاقي واحد دايماً فاكر نفسه في السيرك و ماشي على الحبل . ده اللي هو بيبقى حاطط الخط الأبيض اللي في الأرض في نص كبوت عربيته و ماشي ولا انت عارف تمشي يمينه
ولا انت عارف تمشي شماله وده غالباً بيبقى احدى تطورات الكائن السخيف و اللي بيبقى عكسه تماماً بقا. الكائن الدرانك..
فاكرين زمان واحنا اطفال لما كنا نمسك ازازة الفيروز او البيريل و نعمل كأننا بنسكر و نضحك و نقعد نتقل في الكلام و كأننا خبره في السكر و فاهمين بيقى ازاي يعني...
اهه الكائن الدرانك ده حب اللعبه اوي .. و قرر انه مش هيسكر ولا حاجه بس هيفضل يمثل انه سكران طول حياته و ده تلاقيه و هو سايق عمال ينط من حاره لحاره حتى لو هو ماشي لوحده
متفهمش بقا هو بيلعب ولا متردد ولا لسه مصلح الدركسيون فبيجربه ..
فيه بقا الكائن الغيور وده اللي عارف ان عربيته مش سريعه او هو مش هيقدر يسوق بسرعه لسبب ما قد يكون فوبيا مثلاً
فبيقرر ان محدش هيسوق أسرع مني و يبدأ يمشي في أسرع حاره اللي هي معموله اصلاً للمستعجلين
علشان يتخطوا العربيات منها.. فتلاقيه ماسك اخر حاره شمال و ماشي على 60 و مستمتع جداً بأجواء الديسوتك اللي بتبقى وراه من الكلاكسات المختلفه مع تقليب الأنوار و الزينون ..
المشكله ان سواقين النقل كمان عاجبهم الموضوع ده
و بالتالي بيقرروا ان دي هتبقى وسيلة التسليه الوحيده بتاعتهم طول الطريق بعد قرص الترامادول اللي ضربه قبل ما يتحرك و يبدأ يرازي بقا في خلق الله..
فيه بقا الكائن المش مهندس... وده بيبقى شخص كان حلم حياته يدخل كلية هندسه و احلامه اتطربقت على دماغه من منظومة التعليم المصرية فقرر انه يتخيل انه مهندس مع نفسه
مع انه صبي كوافير عادي بس قرر انه يمارس الهندسه بطريقته الخاصه وده بقا بتلاقيه في كل شارع جانبي ضيق داخل عكس في وشك ولما يييجي يوسعلك يوسعلك على أدك بالظبط
تحس انه دارس أبعاد عربيتك و يبدأ يتفرج عليك و انت بتعاني علشان تعدي من المكان الضيق ده بمتعه رهيبه و يبدأ السايس اللي جواه يطلع و يقولك" تعالى . تعالى ..واسعه من عندي...
لأ اكسر كله هناك " لحد ما تحس انك رايح تطلع رخصه مش رايح مشوار عادي
نيجي بقا للكائن المستغل وده بيبقى واقف في الزحمه يدعي ربنا بأن يبقى فيه اي مصابين في حاله خطيره قريبين منه علشان لو ده حصل هتعدي عربية اسعاف تخترق الزحمه دي علشان الناس بتوسعلها
ولكن هو و بمنتهى انتهاز الفرصه هيطلع يجري وراها ، اهه الشخص ده بقا تحديداً هو هو اللي كان بيجري ورا عربية الرش و هو صغير. اصل في عادات مبتتغيرش
في بقا الكائن الهيدن .. ده بيبقى سايب عربيته صف تاني و معشَق الغيارات و شادد فرملة اليد لأخر تكه و يختفي.. مش هتلاقيه ولا في المحل اللي قدام الركنه ولا الناحيه التانيه عند الزحمه
ولا في أي حته و ده ليه حل واحد بس... لازم يكون معاك في جيبك دايماً ورق أبيض و قلم و مجموعه من الواقي الذكري من النوع النضيف (مش ابو 2 و نص) و تسيبهولوا على الازاز بتاع عربيته
مع رساله "المجتمع مش هيستحمل ناس زيك كتير .. أرجوك ابقا البس ده وبلاش تتكاثر" (حدث بالفعل)

ثانياً بقا الناس المستفزه اللي ماشيه على رجليهم من غير عربيات.
هتلاقي اول فصيله من الناس دي فصيلة العيله الانتحارية اللي سبق و شرحتها
تاني نوع بقا بيبقى الشخص اللي بيعدي الشارع تحت كوبري المشاه بالظبط وده ليه حل واحد... دوسه.. اييييوااااه انا بحرض على العنف و بقولك دوسه.. مهو المفروض ان تحت كوبري المشاه
ده المكان الوحيد اللي بتريح اعصابك فيه من السواقه و بتاخد بالك يادوبك من العربيات اللي حوليك . فمش طبيعي أبداً تلاقي واحد بيجري تحت كوبري المشاه مره واحده قدام عربيتك و من هنا
انا بحرض على العنف و بقول ياريت كله يشير هاشتاج #نعم_لدهس_المشاه_اللي_بيعدوا_تحت_كوبري_المشاه
فيه بقا الناس اللي بتعدي الشارع عادي و أول ما تقفلها باحترام تتحول الى سلحفاه في سرعة مشيها و هي بتبص في عينك دايماً مع ابتسامه سمجه مرسومه على وشها .. الغريب ان الناس دي بتعمل كده
مع عربيتك انت بس.. مع باقي الناس تلاقيه بيعدي الشارع بسرعة كرستيانو رونالدو في الهجمة المرتدة
و غيرهم من الناس اللي بتلاقيه قاعد على عربيتك بيريح مثلاً او فارش عليها و بياكل لمجرد انك بالصدفه البحته لقيت ركنه قدام محل أكل.

وهنا السؤال بقا... هل الناس دي بس هي السبب في الكلمتين اللي سمعتهم من (فيتز باتريك).. لأ طبعاً .. الحكومة عليها دور كبير اوي... في التخلف اللي احنا عايشين فيه ده
يعني مثلاً .. عسكري المرور اللي واقف معرفش بيعمل ايه غير انه يوقف الناس لما الإشاره تبقى حمرا -مع ان ده المفروض تصرف طبيعي مش محتاج عسكري ولا حاجه- المفروض كمان يوقف
المشاه اللي بيعدوا الشارع لما الإشاره تبقى خضرا.. مهو كده كده دي اشاره يعني هتقف بعد كام ثانيه و ابقى خليه يعدي بقا يا محترم...
من الحاجات الغريبة الغير مفهومه اللي الحكومه عملتها موضوع الحارة الخاصة بأتوبيسات النقل العام...
شوف لما تسمعها أول مره تقول فكره ممتازه و هتحل مشاكل كتير اوي
لكن لما تعرف ان الحكومه لَغِت مترو و شالت الحديد بتاعه اللي بالشي الفلاني و سفلتت مكانه و عملت حارة الأتوبيسات دي في نص الطريق بين شارعين.. يبقى فعلاً اللي بنا مصر كان في الأصل حلواني..
مهو مستحيل يكون مهندس او حتى دارس علم اداره او تخطيط اللي فكر ف المشروع المتخلف ده..متوسعوا ام الشارع كله و تعملوا حاره في اقصى اليمين و حاره في اقصى الشمال للإتجاهين
و تبقى اتحلت المشكله...
نيجي بقا لبعض إشارات المرور .. ولا بلاش بعض . هي واحده كفايه..
إشارة مرور روكسي..
انا بقول نستغلها و نقطع تذاكر للسياح ييجوا يتفرجوا عليها و كأنها فيلم رعب و كوميدي في نفس الوقت و اهو بالمره ندخل عمله صعبه للبلد
الإشاره دي ببساطه بتقفل مده متقلش عن دقيقتين كل مره و تفتح حوالي 19 ثانيه و لما تفتح المفروض علشان تعديها تخترق مطب ملوش اي 30 لزمه + شريط مترو الله اعلم اذا كان فيه مترو
ولا انتوا سايبنه علشان لو فكرتوا تجيبوا السياح بجد يبقى فيه حاجه نتفرج عليها جنب الإشارة...
المفروض اني اعدي (الحواجز) دي كلها في 19 ثانيه..
يعني انا واقف في اشاره خدتلي مش أقل من 10 دقائق او ربع ساعه لحد ما بقيت في الصف الثاني او الثالث و أخيراً ناقص مره واحده بس تفتح فيها و هعدي و استحملت رزالة
الراجل اللي بيبيع اي حاجه في اي موسم ده و الست المنقبه اللي معاها طفل اللي بتشحت في المكان ده من ايام ما كانت اد الطفله اللي معاها..
تقوم تفتح الاشاره و اعدي الحواجز دي كلها و اكتشف ان الموضوع عادي.. يعني مفيش ميدالية اولومبيه مستنياني ولا حاجه...
طب ليه التصميم العجيب ده ...
نيجي بقا للخطوط اللي في الشارع.. والله العظيم الخط المستقيم اللي على الأرض ده علشان يفصل بين الحارات و يقولك مينفعش تتنقل من الحاره دي للحاره دي ،
انما لما تخططوا البلد كلها بالخطوط المتقطعه انتوا كأنكم بتدوا تصريح للكائن الـ(درانك) انه يقولكم محدش ليه حاجه عندي. مهو ام الخطوط المتقطعه دي معناها انه ممكن ينقل من حاره لحاره براحته
نيجي بقا لمصر في فترة ما بعد حكم الإخوان و بداية التفجيرات العشوائية و الكلام ده...كل واحد عايز يأمن المكان بتاعه علشان خايف من التفجيرات يقوم قافل قدام المحل ببلوكين
أما بقا الوحدات العسكرية و المنشات الهامه زي مبنى امن الدولة فحدث ولا حرج، الحكومه عملتلنا تغيير كامل في مسارات الطرق لدرجة ان الجي بي اس نفسه بيتوهك..
تبقى ماشي كده في أمان الله على الجي بي اس و تلاقيه بيقولك خش يمين تبص تلاقي الشارع مقفول و كام عسكري واقف .. المصيبه الأكبر انك لو سألت العسكري اللي واقف ده
هيقولك معرفش تخش منين...طب و بعدين مهو مينفعش في يوم و ليله نصحى من النوم نلاقي مدينة نصر بقت اتجاه واحد .. ده يرضي مين ده يا حضرات ال.. المخططين..

دي تقريباً كانت معظم الاجابات اللي جت في بالي و انا بفكر في الأسباب اللي خلت هذا الـ(فيتزباتريك) اللعين يتتريق على أم الدنيا و لقيني بذكر الله في سري و بمشي في صمت
على اد ما (شاهيناز) كانت غاليه عليا لكن عمري ما اقدر انسى ابويا و هو بيقولي ان فيه واحد صاحبه عايز يبدل عربيته اللانسر الكريستاله بـ(شاهيناز) مع فرق 15 الف جنيه وقتها
فطبعأً ابتديت افهم ابويا ان (شاهيناز) دي الذكريات و الماضي و الحاضر و المستقبل و اني بعتبرها زي بنتي بالظبط و مقدرش استغنى عنها
بس أبويا قال كلمه سحريه غيرت رأيي في ثواني ..
"متقلقش يا خويا.. انا اللي هدفع ال15 الف"
و طبعاً مفيش كام يوم و كنت بزف (شاهيناز) بنتي وانا بسلمها لعريسها اللي من سن أبويا شخصياً و بستلم منه (لولّا)
واللي بدأت معايا قصة كفاح جديده من 2010 و لحد النهارده علشان تلف معايا ام الدنيا و أشوف معاها مواقف جديده بتحصل كل يوم في الشارع ...

اخر سؤال بقا..
السواقه فَن ؟ ولا عَن عَن ؟!

#نعم_لدهس_المشاه_اللي_بيعدوا_تحت_كوبري_المشاه

التسميات: , ,

الجمعة، 3 مارس 2017

غريب في بلاد الغرب (الجزء الأول)

غريب في بلاد الغرب (الجزء الأول)




من كام سنة كده نجحت في بعثة تدريبية تبع الشغل عندي في أمريكا و تحديداً في ولاية جورجيا..
طبعاً اضطريت أخوض اختبارات سحل و دمار تبع الشغل لدرجة انهم محسسني انهم مستخسرين في الواحد الأربع شهوراللي هيسيب فيهم مصر ويشوف عالم مختلف.
أول حاجه التقديم على الفيزا لأمريكا . فتحت الموقع بتاعهم على النت و مش فاهم اي حاجه ..
و طبعاً ابتديت زيي زي اي مصري أفتي شويتين لحد لما ابتديت اكلم اللي سافر البعثة دي قبلي علشان اقدر اكمل الأبليكيشن العجيب بتاعهم و الأسئلة الرهيبه اللي فيه
(حاجه كده من عينة انت ارهابي طب فيه اي حد من قرايبك ارهابي؟!... طب منا لو ارهابي مش هقولكم يا بهايم يا بهايم!!!)
اختبارات الانجليزي حسستني اني رايح اشتغل سفير
اختبارات اللياقه حسستني اني هقدم في DC على شغلانة سوبر هيرو بعد الضهر
و اللقاء مع المخابرات حسسني اني جاسوس اصلاً و اني رايح ابيع البلد للأمريكان

عرفت ان الطياره مسموح فيها بشنطتين بس غير ال Carry On اللي المفروض فيها اللابتوب مثلاً او الكاميرا بحيث كل شنطه متزيدش عن 50 باوند
ولأني زي معظم الأزواج المصرية الأصيله لا أعرف أي شئ عن ترتيب دولابي ولا تحضير الشنط اعتمدت اعتماد كلي على مراتي حبيبتي في تحضير الشنط اللي فضلت تحضر فيها لحد 12 نص بالليل يا عيني؛
أبص على الشنطه الاقيها دولاب مش شنطه..

مهو طبعاً .. تعالوا نفكر فيها كسفريه عاديه زي المصيف مثلاً ف الساحل الشمالي أو مرسى مطروح.
احنا كشباب لما نفكر هنحتاج معانا ايه يادوب هما شورتين و تشيرتين و شبشب و غيارات داخليه بعدد الأيام
يعني لو مسافر 5 أيام يبقى 5 غيارات فل أوي و رضا
اما الستات فليهم وجهة نظر مختلفة في الموضوع ده ، الستات تحب دايماً تكون خياراتها متاحه
يعني اصلاً في العادي الست بتاخد من 1 الى 5 ساعه ادام الدولاب علشان تفكر هتلبس ايه و هي خارجه
حتى لو الخروجه دي انها رايحه تاكل فول من عربيه مع واحده صاحبتها كانت تعرفها في عزا خالها اللي مات من الجوع
فما بالك بقا بقرار سفر.. تلاقيها بتقول لنفسها " هو انا لسه هفكر اخد معايا ايه.. انا هنقل الدولاب بتاعي زي ما هو
بالرفوف بتاعته (هي أرفف ولا رفوف !!؟) و اخدها معايا على 16 او 17 شنطه و خلاص"

المهم نرجع لمرجوعنا (أمال يعني هنرجع لإيه)
لقيت شنطه عباره عن دولاب صغير تحتاج الى تدريب خاص من شخص في مستوى (نهله رمضان) علشان يقدر يشيلها لوحده
و طبعاً ده مخالف جداً لكل تعليمات الوزن و النيله
طبعاً فتحت الشنطه و شلت منها نص الحاجات اللي كان فيها وسط نظرات العصبيه و النرفزه من مراتي حبيتي اللي كان بقالها كام ساعه بتجهز العملاق ده علشان يونسني في رحلتي..

فجر يوم السفر اتحركت انا و مراتي و بابا و ماما على المطار تقريباً كان ميعاد الطياره الساعه 7
وطبعاً زي اي مصري اصيل كان لازم أكون في المطار من الساعه 4 لدرجة اني لما وصلت 4 و نص هناك كنت حاسس اني متأخر و اني معنديش ادنى احساس بمسئولية تقدير الوقت
دخلنا غرفة الـ VIP و استنينا فيها على ما فيه ناس كانت بتخلصلنا الاجراءات

"معارف بابا" . بصوت حنان ترك في (جواز بقرار جمهوري)
و حسيت فعلاً اني سفير هيسافر و عربيه وخداني لحد سلم الطياره لوحدي بعيد عن الBus بتاع عامة الشعب 
كانت الرحله على Air France الى باريس و هناك هستنى ترانزيت مش فاكر 3 او 4 ساعات باين
وبعدها هروح على واشنطن اللي هفضل فيها 3 ايام و بعد كده اروح على الجنوب على جورجيا بس حتى دي على مرتين
طياره على Atalanta الأول و بعدها طياره على Augusta المدينه اللي فيها التدريب

ركبت طياره لأول مره في حياتي..
بصوا هي مش اول مره اوي يعني بس خلوني افتكر كام مره بالظبط
وانا في الكليه ركبت الطياره 3 مرات و نطيت منها في فرقة المظلات فمجربتش احساس النزول بالطياره خالص في الفتره دي فطبعاً مش هحسبهم
ولما اتخرجت و اشتغلت في براني كنت بسافر بال C-130 و دي تعتبر ميكروباص قديم حقير مش طياره
و بالتالي كل مرات التحرك الى و من سيدي براني مش هحسبها
و أخيراً طيارة Egypt Express المتجهة الى شرم الشيخ علشان شهر العسل (اللي مش عارف ليه اتسمى شهر مع اني قضيت هناك 6 ايام بس)
ودي ميكروباص برضه بس شيك شويه ..ممكن نقول ميني باص بتاع شركة سياحه مثلاً او حاجه

المهم ركبت الطياره لأول مره في حياتي...طياره تحفه بمعنى الكلمة..مريحه جداً و الرحله لفرنسا مخدتش وقت كبير ووصلت باريس بالسلامه
وصلت مطار Charless de Gaulle (شارل ديجول) بفرنسا اللي اكتشفت انه مدينه كبيره مش مطار.. و طبعاً انا خبرتي في المطارات ايه بقا ..
حاجه هايله يعني.. و الألعن ان مفيش حد بقا هيعاملني على اني ابن الباشا هنا زي مطار القاهرة
كلنا هنا ولاد الريس عبد الواحد مفيش بشوات...
وهنا اول معلومه رهيبه اتعلمتها من السفر ان في فرنسا بيتكلموا فرنساوي (اه والله زي ما بقولك كده)
فطبعاً الانجليزي الجميل اللي بقيت فيه لبلب ده مش هينفعني بحاجه
بس طبعاً مهمنيش منا كده كده في المدرسه اللغه التانيه بتاعتي كانت فرنساوي

ولنا في فرنساوي المدرسه وقفه
بعد محاولات طول فترة اولى ثانوي (السنه اللي المفروض فيها الأساسيات بس محدش بيذاكر فيها دي)
و ثانيه ثانوي (ثانويه عامه بقا و مذاكره و كده) دخلت امتحان فرنساوي مش فاهم فيه اي حاجه
لدرجة ان فيه سؤال في الامتحان بيقول (كاليلوفراز = عما تعبر هذه الجمل) انا حليته على انه (كي بارل أكي اي او = مين بيقول لمين و فين)
لأني مفهمتش رأس السؤال ( و طبعاً انا كتبتها بالعربي قاصد علشان مش هعرف اكتبها فرنساوي صح)
و فيه سؤال تاني كان بيقولي اكتب خطاب لصاحبك فريدريك تهنئه بعيد ميلاده الثاني و العشرون تدعوه لزيارة مصر
مبدأياً انا معنديش صاحب اصلاً بالإسم ده .. و بعدين انا كان عندي 16 سنه باين ساعتها ..هصاحب ليه واحد عنده 22 سنه
مصاحب واحد على ادي... و بعدين هفترض ان كل ده عادي ..ليه لازم انا اللي اتعلم فرنساوي لفريدريك مش هو اللي يتعلم عربي علشاني
ده لو باقي على صحوبيتنا يعني و عايزنا نكمل اصحاب..وبالتالي قررت اني لازم اتكلم مع فريدريك حبه عليه و حبه عليا
و كتبت في الخطاب (جي سوي تري كونتونت دي تكري سات لاتر بور أهنئكم بعيد ميلادكم الثاني و العشرون و أدعوكم لزيارة مصر)
اه يا عم هو مش احسن مني..أتعبله شويه و يتعبلي شويه و هتمشي واللهِ و هتروق و هتبقى فُل
بس مش عارف ليه اللي بيصحح الامتحان ده مقتنعش بالفكره العبقريه دي و رزعني احلى 31 من 50
في الفرنساوي و دمر احلامي اني اكون مهندس .. مهو طبعاً واحد مقفل معظم المواد بس جايب 31 من 50 في الفرنساوي
و 31.5 من 50 في الكيمياء ..ازاي يعني هيدخل هندسة ..بس لحظه واحده..هو ايه علاقة الكيمياء و الفرنساوي بالهندسة !!!!!
(مش هتكلم في سياسة التعليم بس فوضت أمري لله في اللي عاملين المنظومه الفاشله دي)

المهم عصرت دماغي و حاولت افتكر حاجه من الفرنساوي اللي اتعلمته و مش فاكر حاجه يابا ..مييييح
اللهم الا ان شير بالأو و شير من غير الأو اللي هم عزيزي أو عزيزتي اللي دايماً كنت بكتبهم في اول الجواب لصديقي فريدريك
او صديقتي مش فاكر ميين كده..
المهم فضلت ابص على تذكرة الطيران اللي معايا اللي مش مكتوب فيها ولا رقم البوابه ولا أروح فين ولا اجي منين و بالتالي فضلت اقول "اكسكيوس مي "
لكل اللي ماشيين لحد ما لقيت واحد ابن حلال بيتكلم انجليزي فسألته أروح فين ؟ فخد تذكرتي و راح بيها على عواميد طالعه من الأرض كده.. انا كنت شايف العواميد دي بس لما شفتها فكرت في احتمالين
إن العواميد دي ديفو في مخ المهندس اللي بنى المطار ( بقالي 5 دقائق في فرنسا و بقيت بقول ديفو اهه) ، أو الإحتمال الأكبر ان دي أجزاء من انسان الي هيستخدم بعد كده في تصوير النسخه الفرنيسية من Star Wars او حاجه. و طبعاً اخر حاجه كانت هتيجي في بالي هي الإستخدام الصح ليها اللي عرفته من الراجل المحترم ده لما عمل سكان على البار كود بتاع التذكره على العمود ده فظهرت على الشاشه البوابه اللي المفروض اروحها و المكان فين بالظبط..( انا متخيل البتاع ده لو اتعمل في مصر هعمل سكان للبار كود هيقولي "قالك فين؟!") .
المهم الراجل قالي ان المكان ده بعيد جداً و اني لازم اركب القطار علشان اروحله لوهله ابتدى الشخص الفِتِك اللي جوايا يطلع و قلت الراجل ده بيشتغلني ولا ايه هو فيه حاجه اسمها قطارات في المطار..
هي مش طيارات و بس ولا ايه بس اكتشفت ان انا اللي كنت في سذاجة قروي أبهرته أضواء المدينة و ظن ان كل شئٍ أحمر صندوق بريد و خر ساجداً للأضواء الساطعه و قال هذا ربي
لإني إكتشفت ان المطار كبير جداً و فعلاً فيه قطار يوصلك من مكان لمكان او نقدر نقول مترو مش قطار اوي يعني بس مش عايز اقول مترو علشان اول ما بقولها بفتكر المترو بتاعنا اللي على طول زحمه بالبياعين و المتحرشين أكتر من الركاب نفسهم اللي بيتنافس كل واحد فيهم انه يثبت ان ريحة عرقه أذبل من كل اللي حواليه ، انما المترو هناك كان حاجه اسطوريه بصراحه من كتر انبهاري بيه فوِت المحطه
اللي المفروض انزل فيها و كملت معاه لحد اخر الخط و رجعت تاني (عارف انها مش ملاهي بس انا كنت في حاله من الذهول خلتني مركزتش في محطتي)
نزلت من القطار ورحت على أقرب سكانر للبار كود تاني علشان اشوف مكاني هيبقى فين بالظبط و بالفعل اتجهت على المكان اللي قالي عليه..
قابلت واحد هناك شكله مصري... هم كده بيبانوا تبصله كده تحس انك متأكد..شكل أمه مصري مينفعش يكون غير كده و اتكلمت معاه و طلع شغال في أمريكا و نازل مصر ، الجميل في الموضوع انه
هو اللي لفت نظري انهم بقالهم نص ساعه بيندهوا على الرحله بتاعتي ان مكان الانتظار ليها اتغير وخدني من ايدي ووداني لحد المكان الجديد .. بس طبعاً علشان انا واثق من ان المصريين هم ملوك الفتي
بدون أي منازع على العرش فسألت المُزه اللي كانت قاعده على الكونتر هناك و اتأكدت ان فعلاً هو ده المكان الصح فتحت الواي فاي في تليفوني و اتصورت سيلفي و حطيتها على الفيسبوك و كتبت عليهاFrom Paris With Love تقولش متصور مع برج ايفل.. امال لو مكنتش مرزوع في المطار و مسبتوش. طلعت كيس الساندوتشات اللي كان معايا و ابتديت اكل لحد ما الوقت يعدي.
أخيراً بدأوا ينادوا على الرحله بتاعتي علشان نروح للطياره و الراجل بتاع أمن المطار واقف عند المدخل و راح مناديني لوحدي من وسط الناس علشان اتفتش ذاتي
وده اثبتلي نفس النظريه اللي قلتها من شويه انك ممكن تبص في وش واحد و تبقى متأكد انه مصري و طبعاً علشان وش أمي مصري أو عربي عموماً في الحاله دي فكان لازم
اتفتش ذاتي قبل ما أطلع على الطياره.. اه يا ولاد الكلب ...بقا انا اتفتش ذاتي ده انا مفيش حد في الشرطه المصريه كان يجرؤ يقولي اشوف رخصة عربيتك حتى..
المهم رحتله و اكتشفت اني مش لوحدي
و انه كان هناك 2 معايا قبلي واحد كان خلاص بيخلص التفتيش وواحد لسه هيبدأ و ان احنا اتاخدنا بشكل عشوائي مش علشان مصري ولا عربي ولا حاجه..
بمجرد ما التاني بدأ في تفتيشه كانت ايدي وجعتني من السوبر Carry On اللي معايا اللي هي مختلفه تماماً عن شنطة اللابتوب لسبب ما و حبيت أريح ايدي شويه من شيلها
فقررت أحطها على الترابيزه اللي بيفتش فيها اللي قبلي .. الراجل اتعصب اوي و ساب الراجل و بقا عمال يرطن بالفرنساوي اللي الحمد لله افتكرت فيه معلومه جديده اني لما احب انفي حاجه
بحطها بين (ني) و (با) باين بس للأسف مكنتش المعلومه دي كفايه اني افهم الراجل ده بيرطن بيقول ايه و بعد جهاد بيني و بينه على نفس طريقة خطابات فريدريك بتاعة زمان فهمت انه مينفعش
أحط حاجتي على الترابيزه بتاعة التفتيش الا لما ييجي دوري علشان لو معايا مصيبه ملبسهاش للراجل اللي قبلي و أقول مش بتاعتي
المهم أخيراً هتفتش و الراجل قلعني الجزمه و فتشني ذاتي و بيفتح الCarry On بتاعتي اللي هي تعتبر شنطة سفر عاديه بالنسبه لأي مواطن من أي جنسيه أخرى و طلع منها عجايب من اللي
ملهاش أي 30 لزمه تكون على طياره بدل ما تكون في بطنها .المهم الراجل توقف عند علبتين قطيفه كنت جايب فيهم هدايا تبقى معايا هناك علشان لو حبيت اهادي بيهم أي حد هناك
و اتفزع منهم لسبب مش فاهمه لحد دلوقتي نقريباً الراجل كان عنده (القطيفافوبيا) أو حاجه المهم انه فضل يتكلم بالفرنساوي و هو متعصب أوي و انا مش فاهم من امه حاجه و على جمله واحده بس
I Don't Speak French . الراجل فضل في وضع التشنج ده لحد ما جالي واحد تاني من الأمن بس بيتكلم انجليزي على اده كده و فهمته ان العلبه دي فيها طبق نحاس منقوش
عليه بالهيلوغريفي و الراجل المجنون اياه بدأ يهدى من التشنج اللي كان عنده و بيبص لقا علبه قطيفه تانيه تحت شويه فسألني بهدوء و دي طبعاً زيها
قمت و برخامة الخليل كوميدي قلتله لأ ، لقيته اتشنج تاني و بدأ يسأل بخوف امال فيها ايه ؟! فقلتله " طبق (خشب) منقوش عليه بالهيلوغريفي ..
الحمد لله نجحت و فقعتله مرارته.. امال يعني هيقلعني الجزمه ببلاش..
وانا داخل الممر بتاع الطياره لقيتهم بيدوني أبلكيشن صغنن كده أملاه .. أنا كنت فاكره حاجه كده زي بتاعة المطاعم الشيك عندنا او الكافيهات اللي هي ايه رأيك في مستوى الخدمه و الكلام ده
طلع الموضوع ان ده أبليكيشن لازم أملاه قبل ما ادخل الولايات المتحده الأمريكية اللي هو بيقول اني مش جايب معايا اي بذور ازرعها عندهم ولا حاجه ولا معايا أي لحوم او حاجه زي كده
وركبت الطياره لأول مره... (لأ مهو انا لما ركبت الطياره دي اكتشف ان اللي قبلها كانت أكيد حاجه أقل من الطياره.. يااما اللي قبلها طياره و دي مكوك من مجره أخرى وصل للتو الى درب التبانه
لإبهار سكان كوكب الأرض.. أخدت مكاني في الطياره و طلعت التابلت اللي كان معمول لكل واحد في الطياره اللي ممكن اشوف بيه بقينا فين على الGPS أو أشغل اي فيلم أو حاجه
و لقيت أفلام من كل الثقافات و الجنسيات في التابلت ده. اتفرجت على فيلم Frozen لإني من عشاق افلام الكارتون و الأنيميشن
و بعدها فكرت أدور على فيلم عربي علشان أشوف حطوا أفلام عربي ايه تعبر عن ثقافتنا للعالم كله و ياريتني ما دورت..
الفيلم العربي الوحيد اللي على الطياره هو فيلم (عبده موته) اللي هو محمد رمضان نفسه اتبرى منه و قال انه كان بيحاول يشتهر و يتعرف بس و انه بدأ ينقي ادواره كويس و ياريت نبدأ نحاسبه
كجمهور من أول مسلسل (ابن حلال) .. المهم اني معرفتش انام في الطياره لحد ما وصلت واشنطن بالسلامه ..
أول ما نزلنا من الطياره لقيت فيه 3 أماكن اقابل فيها الناس بتوع الجوازات واحد للأمريكان وواحد لكل الجنسيات الأخرى وواحد للـVIP
طبعاً دخلت في ممر الجنسيات الأخرى مع اني اكتشفت بعد كده اني كنت المفروض كنت أدخل من ال VIP بإعتباري بمثل بلدي في البعثه دي..
المهم سألتني على الأبليكيشن اللي كنت أخدته في باريس و اديتهولها و اديتها الورق اللي بيقول اني رايح البعثة التدريبية دي و سألتني شوية أسئلة روتينيه و بعدين افتكرت حاجه ،
المفروض مخشش بأي شكل من أشكال اللحوم .. و انا كان معايا ساندوتشات لانشون بتلف العالم معايا فلما سألتني حبيت أقولها الكلام ده بس مش عارف لانشون يعني ايه بالإنجليزي
المهم اخرة ما زهقت مني قامت جايبه خرامه و راحة خارمه الأبليكيشن بتاعي و قالتلي اني لازم أعدي من بوابه معينه علشان اسيب المخالفات الرهيبه اللي معايا دي..(اللعنة على اللانشون)
كل ده مكتش مشكله .. المشكله الحقيقيه اني بعد كل الفيلم ده افتكرت اني في معركة قتل الملل في باريس أكلت كل اللانشون اللي معايا و بالتالي المفروض اروح افهم الراجل اللي انا داخله
دلوقتي اني مش معايا مخالفات ولا حاجه بس الست كانت خلاص خرمت الأبليكيشن يبقى لازم اخترع لأمه مخالفه..
المهم شرحت للراجل اللي حصل و تفهم جداً عكس ما توقعت و أخيراً تعديت كل الإجراءات الروتينيه و بقيت في ساحة مطار واشنطن، اني افتكر المفروض اعمل ايه بعد كده.. أبداً..مش فاكر أي حاجه خالص
فتحت تليفوني ووصلته على واي فاي المطار و كلمت أهلي و مراتي على فايبر و طمنتهم عليا و قلتهم كل حاجه تمام..بس الحقيقه ان مش كل حاجه تمام ولا حاجه.. انا لسه مش فاكر كنت هروح فين و ازاي
بعد كده
وصلت على فايبر برضه لواحد كان مسافر نفس البعثه قبلي فكلمته رغم ان الساعه كانت 7 م عندي يعني في مصر حوالي 2 بعد نص الليل و لما حكيتله ضحك اوي و قالي طب ما تكلم الناس بقا
في البيت المصري علشان ييجوا ياخدوك قلتله معاك رقمهم ، قالي المفروض انه معاك انت شوف ورقه بيضا كده كانوا مدينهالك في المخابرات.. أدور في محفظتي لقيتها..YES
كلمتهم على الرقم اللي معايا . مش عايز يجمع... مره و اتنين و 5 مش عايز يجمع.. بعدين افتكرت ان الرقم ده لو عايز اكلمهم من بره أمريكا انما انا دلوقتي جوه أمريكا فعلاً و بالتالي لما أحب أكلمهم
المفروض أشيل ال +1 اللي هو الكود بتاع الدوله من الرقم..و بالفعل الرقم جمع أخيراً لحد ما واحد رد عليا " أفندم..."
أشهد ان لا إاله الا الله... افتكرت أحمد مكي في فيلم حزلئوم لما حضن بتاع الفريسكا في بلطيم "مصري"
و قالي انهم كانوا مستنيني أكلمهم و انهم هيبعتولي عربيه تيجي تاخدني و توصلني
النص ساعه اللي استنيت فيها العربيه على ما جت كانت عباره عن مجموعه من الطموحات و الأماني في أمريكا بإني الاقي حاجه تبهرني..
أيوه انا من اللحظه دي مش عايز اي حاجه مصري تاني لحد لما أرجع مصر.. لازم اشوف ثقافات مختلفه و حياه مختلفه...

أخيراً لقيت الراجل بيكلمني و بيقولي انه وصل و حطيت الشنط في العربيه وركبت معاه .. الراجل رحب بيا و لقيته بيقولي " أشغلك بقا في الكاسيت حاجه مصري صَح" و لقيته مشغل نجاة الصغيره
لقيتني بيني و بين نفسي بقول "ايه يابن الجزمه ...مصر وحشاك انت .. انما انا لسه جي من هناك" ..
قلت مش مشكله اديني هشوف مناظر جديده..بس للأسف المسافه من المطار لحد البيت المصري مفيهاش اي انبهار
طريق حسيته صلاح سالم جداً في نفسه و بنعدي برضه على كوبري النزهة و كل حاجه.. يمكن الاختلاف الوحيد اني عمري ما شفت صلاح سالم فاضي كده.
أخيراً وصلت البيت المصري... يارب أشوف بقا حاجه مش مصري... و انا داخل من الباب لقيت واحد تاني بيفتح باب تاني و بيقول لواحد تالت "ابقا ارفع الباب شويه علشان (ميحكش) في الأرض "

متخيلين يعني ايه ابقا نفسي أشوف ثقافه جديده و اسمع كلمه (ميحكش) في أمريكا...
دخلت أوضتي لقيت الأثاث ارابيسك و حاجه مصري أصيله ، ناهيكم عن ديكور الأوتيل اللي كله صور فراعنه و اعلام مصر
قلت مبدهاش بقا.. أنا أفتح التليفزيون .. مهو ده الحاجه الوحيده اللي متأكد انها هتتكلم انجليزي في أم اليوم اللي مش عايز يعدي ده
الاقي مين في وشي .. (محمود المليجي) شخصياً في فيلم (الأرض) .. قناة ART
حاجه تشل واللهِ... طب و بعدين منا لازم أخربها بقا..
بين الجوع و الرغبه في النوم بعد يوم قاسي و طويل .. اخترت الأكل..مهو انا كرشي لو أن عليا مفيهاش نوم النهارده..طلعت على Sparoo و طلبت بيتزا بالخضروات و جبت كيس لايز ضخم وواحده سبرايت
و طلعت على أوضتي أغتصب فيهم بسناني و معدتي الفاضيه .. خلصت و قلت لنفسي لازم انام بقا علشان من بكره. لازم أخربها .ده هم كلهم 3 ايام بس اللي انا قاعدهم في واشنطن...
لازم بقا اروح كل الأماكن السياحية و المتاحف و البيت الأبيض و غيره.. بس انااام و اصحى.. و كله هيبقى زي الفل ان شاء الله
و نمت..
صحيت على الساعه 2 و نص الصبح بتوقيت أمريكا أبص من الشباك الاقي عاصفه تلجيه من العيار الثقيل
جيت اشغل اللابتوب ..اكتشفت انه مفيهوش شحن .. جيت أوصل الشاحن لقيت الكهرباء عندهم مختلفه عن عندنا ..
مش معايا ولا فيشه بالشكل ده... و الحل الوحيد اني لازم أجيب Converter علشان اعرف اشغل كل أجهزتي.. وصلت موبايلي بالباور بنك و شحنته شويه و ضيعت وقتي على النت لحد الصبح
علشان انزل أجيب الـConverter ده...
العاصفه الثلجية مستمره. و انا لبست كل الهدوم اللي اعرفها لحد ما بقيت شبه الدب القطبي و جوانتي جلد محسسني اني اندرتيكر في راسمينيا و نزلت علشان أجيب الConverter في الثلج..
بدون مبالغه في التعبير انا كنت مش حاسس بوشي ولا وداني لدرجة اني شكيت اني لو هرشت فيها هتتقطع و مش هحس.. و اتضح ان التلج مش كيوت زي ما بيبان في الأفلام و هم بيلعبوا بيه
ممكن الكيوت ده يكن شكل الدكتور اللي هيزرع لي أعضاء جديده بدل من أعضائي اللي باظت لما اتجمدت في الجو ده...
فضلت أمشي بلا هويه في الجو الذباله ده يمين في شمال في يمين تاني في على طول و الف و هكذا لحد ما لقيت واحد فاتح في الجو الزفت ده و اشتريت الكنفرتر .. مش زي عندنا كده تشتري اي حاجه و خلاص
لأ.. الراجل شاف الشاحن اللي معايا و بدأ يقرا الكلام اللي عليه و بدأ يقرا الكلام اللي على الكونفرتر و يطابق الكلام ببعض لحد لما قالي ان ده تمام و هيشتغل معاك

قلت أكمل لف في المنطقه بالمره و فضلت أخش يمين في شمال في يمين تاني في حاجات غريبه كده.... لحد ما اكتشفت اني كل ده كنت بلف في دايره واحده و انا اللي فاكر نفسي لفيتها كلها
اتاريني كل ده عمال الف حوالين البيت المصري ..
فضلت 3 ايام مستمتع في أمريكا بسرعة النت بس .. انما مش قادر حتى اطلع سنتيمتر واحد بره الأوتيل من الجو...
استمرت العاصفه لحد قبل ميعاد طيارتي اللي رايحه اتلانتا بساعتين و نص بس فنزلت اتصور مع الثلج اللي على الأرض بقا كام سيلفي كده قال يعني خاربها و مبسوط..

و رحت مره تانيه على مطار (واشنطن) و اترزعت أول HEAVY على الشنطه العملاقه اياها بس مدفعونيش غرامة وزن عكس ما توقعت و فضلت بالSUPER CARRY ON لحد لما قالولي
انها كبيره اوي و مش ممكن تتحط في الطياره معاك فوق ، فوافقوا على اني احطها مع الشنط اللي في قلب الطياره بدون أي تكاليف اضافيه و اني هستلمها كمان في Augusta مش Atlanta اللي هي
وجهتي النهائية
رجعت للطيران الداخلي الأشبه بالميكروباصات على شركة US Airways و بين طياره و طياره أخيراً وصلت مطار Augusta المدينه اللي فيها القاعدة العسكرية اللي فيها البعثة
جبت شنطي كلها ما عدا الشنطه الـCarry on اياها تاهت في المطار.. لقيت واحده ست قاعده لابسه أفرول..اتكلمت معاها و اكتشفت انها اصلاً جايه من القاعده في استقبال الظابط كريم
اللي جي من مصر و فجأه افتكرت سليمان عيد في فيلم جائنا البيان التالي و هو بيقول " انا علااااااااااااااء"
قلتلها ان انا كريم و قلتلها على الشنطه الضايعه و بلغنا مواصفات الشنطه في أمن المطار و قلتلها ان فيه ظابط تاني هيوصل كمان 3 ساعات تقريباً على هنا و قالتلي انها
هتبقى تجيله تاني بعد ما توصلني ومشينا على القاعده .
دخلت الأوتيل اللي هستنى فيه ووانا بعمل Check in كنت اتصاحبت على أول واحد أمريكي هناك و أخدت رقمه و رقم أوضته علشان اكلمه عليها لو احتجت اي حاجه.
و بعد حوالي 4 ساعات لقيت باب أوضتي بيخبط و صاحبي الظابط المصري واقف و معاه نفس الست و بتقولي
I got you ..your friend.. AND you bag
طبعاً كنت فرحان بوصول خالد صاحبي بس الصراحه فرحت أكتر بالشنطه ... مهو مش بعد ما اتعذبت كل ده بالشنطه دي تيجي في اخر محطه و تضيع...

To Be Continue..

التسميات: , , , , , ,