الجمعة، 17 مارس 2017

السواقه فن . مش عَن عَن

السواقة فن مش عن عن





النهارده هكلمكم عن موضوع انا بعتبره موضوع مهم جداً و بنتعرضله كل يوم في الشارع الا و هو موضوع السواقه في مصر
تحذير... الموضوع طوييييييييييييل جداً جداً .. هات مج النسكافيه بتاعك و اقرا بمزاج.. أو قسمه على أجزاء و اقرا كل شويه جزء علشان متتعبش مني..
أخش في الموضوع على طول و أجيب من الاخر ؟
لأ طبعاً ...لازم أشل الناس معايا و ابدأ الموضوع من الأول خااااااااالص 
من أول ما قررت أتعلم السواقة....

مرحلة تعليم السواقه:
رغم ان والدي كان سلاح النقل في الجيش إلا ان تعليم العساكر أسهل بكتير من تعليم العبد لله .. أصل العسكري حاجه من اثنين يا هيتعلم علشان حاسس بأهمية الرساله اللي بيأديها
يا اما هيتعلم علشان خايف من الحساب و الجزا اللي هيستناه لو غِلط
انما انا هخاف من إيه فكنت واخد الموضوع بهدوء جداً علشان أخيراً بابا رضي عني و هيعلمني السواقه بقا و هعيش..
و بابا فيه ميزه غير عاديه انه أحسن واحد في الكون يشرح الدرس الأول ... الدرس الأول في أي حاجه بقا..
يعني مثلاً أيام المدرسه لو بذاكر انجليزي و طلبت مساعدته ..يقعد معايا و يبدأ ...
Lesson 1
و بعدها مشوفوش معايا على كتاب تاني و أمي بقا تبدأ تتولى معايا مهمة المذاكره اللي كانت معايا انا بالذات كانت غالباً بتنتهي بشِبشب محدوف أحسن من أي صاروخ موجه حرارياً ،
لإنه هيصطادك هيصطادك حتى لو خدت كل الملفات اللي في الشقه و طفيت كل المحركات .. (حبيتي يا حاجه)

المهم نرجع لموضوع بابا و هو بيعملني السواقه و انا في حالة الهدوء اللي حاولت أحافظ عليها بس عجزت تماماً
لإن بابا كان فاكرني تقريباً بعرف أسوق قبل كده و جي يديني المراجعة النهائية علشان يأكد معايا المعلومه و اكتشف ليلة الامتحان بس اني مش جاهز بأي معلومة..

اصوات زعيق و شخط طول الوقت من عينة
"مربطش حزام الأمان ليه؟"
"انا قلتلك دوَر العربيه؟!..مش قلتلك تظبط مراياتك الأول"
"ماشي على الثاني ليه كل ده..حرام عليك الموتور"

وهكذا من الجمل اللي بتأكد ان عندي أب مصري أصيل خايف على ولاده لدرجة انه ممكن يكرهم من السواقه اصلاً 
(حبيبي يا حج)

المهم اني كالعاده مخدتش غير الدرس الأول من بابا بس المره دي انا اللي خلعت مش هو .. مستحملتش طريقته في تعليم السواقه..
و بالتالي اعتمدت على اصحابي و تحديداً أحمد رضا (حماده وقتها) و محمد أسامه (كابوريا وقتها برضه) انهم يعلموني واحده واحده

انا فاكر كويس اوي ان أنكل رضا كان مسافر مره و (حماده) ابنه أخد عربية باباه اللادا و لمينا الشله كلها و طلعنا على المقطم
وتقريباً ده أكتر يوم اتعلمت فيه السواقه .. الإسطوره بتقول ان اللي يعرف يحرك دركسيون اللادا يقدر يسوق أي عربية و بالتالي اكتسبت خبره أحسن من أي خبره في الحياة اليوم ده
و كان اليوم هيمشي زي الفُل و اللهِ لولا ان واحنا نازلين و حماده سايق لبس مطب محترم على سرعه عاليه جاب مقصات العربية على الأرض
وفجأه تحولت الخروجه الإسطورية الى المشهد الكوميدي الشهير لفيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) لما الصعايده جابوا العربية زق لحد (خلف) ..
بس الحق يتقال ساعتها مكنش الموضوع كوميدي خالص و كلنا كنا بنفكر هنقول ايه لأهالينا و خصوصاً (حماده).

بعد ما وصلنا العربيه -بقدرة قادر- لحد الحرفيين اللي في الحي السادس و سيبناها هناك لحد الصبح لما الناس تفتح و ابتدينا زي اي اصحاب جدعان نلم كل (تحويشة العمر) من بعض علشان نقدر نصلح العربية محنا كنا في ثانوي ساعتها و تحويشة العمر دي مننا كلنا
يادوبك تكفي تمن المقصات +أجرة ايد الراجل اللي هيركبهم بعد استعطافه بكل ما تعنيه الكلمه علشان يِخف علينا في المصاريف
و فعلاً صلحنا العربية و رجعناها مركونه في نفس مكانها بالظبط وبالتالي محدش هيعرف الجريمة اللي كانت بتحصل بالعربيه بقالها يومين بس اللي حصل ساعتها مكنش على البال ولا على الخاطر
(كريم) أخو (حماده) الصغير قام بدور (الرويتر بتاعة فيلم الحفيد) و قال لأنكل رضا على كل حاجه ..
هو انا مش عارف هو عمل ايه ساعتها بس اللي فاكره كويس اننا قعدنا حوالي شهر منخرجش بعد اليوم ده 
******
دخلت الكلية متعلِم السواقه جاهز و عايز بقا أخرج بالعربية بتاعت بابا بقا بس أقنعه ازاي اني بعرف اسوق و في نفس الوقت مش عايز أعدي على اختبارات بابا للسواقه
لإن إختبارات بابا للسواقه في مستوى السائق الـ(عمرو ماكجيفر) و بالتالي كده كده مش هنجح في نظره أبداً..

ومن هنا جتلي فكرة وجود وسيط روحاني بينا ..شخص بابا يثق فيه لو قاله اني بعرف اسوق يخليه يديني العربية
ورغم ان أمي شالت معايا كتير في مواضيع شبه دي .. بس مردتش تتدخل في الموضوع ده بالذات
فلعبت أخر كارت معايا . مُدَرِس سواقه...
كان (عمو هاني) أستاذ تعليم سواقه بمعنى الكلمة .. هم كلمتين اتأكد اني اتعلمت السواقه و بقا يجرأني أكتر بس في السواقه في شوارع القاهرة المختلفة..
و كانت أهم معلومه اتعلمتها (عملي) ساعتها ... ان السواقه تختلف اختلاف كُلي في القاهرة عن الجيزة ...
في الجيزه تحس ان عربيتك عباره عن مغناطيس كبير يجذب كل ما هو معدن اليك ، عربيات و تكاتك و ميكروباصات ممكن تلاقي واحد اترمى على كبوت العربية مره واحده
ده بيبقى غالباً لابس ساعه معدن او معاه سلسلة مفاتيح او حاجه..
المهم اني اخيراً اتعلمت السواقه.. و أخيراً ابويا اقتنع بكده..
******
مرحلة تطليع الرخصة:
كنت في أجازه في سنه ثالثه تقريباً و لبست بدلة الكلية الحربية الشيك علشان محدش يغلس عليا هناك في المرور بقا و يطلعولي الرخصة على طول
وطبعاً لجأت للواسطه و معارف أبويا اللي جه معايا المرور (علشان أنجز) ..
أول حاجه كان امتحان الكمبيوتر قابلتني ست هناك مش عارف اسمها ايه و سلمت عليا كأني ابن أختها اللي مشافتوش من أيام ما كان في اللفه و قعدت على الكرسي اللي جنبي و شغلت الإمتحان و حلته ... اه والله زي ما بقولكم كده .. بقت هي الي بتحل الأسئلة كلها مع نفسها و اللي كنت حاسس انها طلاسم لإشارات أول مره أشوفها في حياتي أو حتى أسمع عنها
بس هي ما شاء الله حافظه الاجابات بشكل أكدلي انها بتعمل ده كل يوم تقريباً . الغريب انها جت على اخر سؤال في الامتحان و راحت قالتلي حِل ده بقا انت لوحدك علشان انا (ضميري)
ميسمحش اني أحللك أكتر من كده ، ابتسمت بسذاجه و حليت السؤال غلط و طبعاً نجحت 
فضلت مستني في الإستراحه بره جنب أبويا اللي قالي " استعد بقا علشان الدور على امتحان السواقه نفسه"
أخدت نفس عميق .. قلت يا رب أكون همتحن على نفس العربيه بتاعة أبويا علشان حفظت أبعادها و عمال أفكر يا ترى اللي هيمتحني هيكون غتت و لا الدنيا هتمشي ازاي معاه ...
قطع تفكيري صوت أبويا و هو بيقولي " استعد بقا علشان تقوم تتصور"
فقلتله بإستغراب " أتصور ايه مش لما أمتحن الأول"
فرد بثقه تشبه ثقة (عبد السلام النابلسي في فيلم اسماعيل يس في البوليس السري)" ما خلاص ياابني انت هتمتحن كل شويه .. منتا امتحنت و نجحت خلاص"
أخدت 5 ثواني على ما فهمت قصده قبل ما ابدأ أظبط لبسي علشان الصورة الحلوه
و أخيراً طلعت الرخصة .. هذا الكارت الذي يجعلني رسمياً قادر على قيادة كل ما هو بأربع عجلات لمدة 10 سنوات 
*****
مرحلة ما بعد الرخصة:
أبويا اشترى لنفسه عربية لانسر 2007 و اداني الشاهين القديمة و طبعاً فرحة متتوصفش..
و أول حاجه قررت أعملها اني لازم أدي عربيتي اسم ..
أول اسم فكرت فيه كان اسم (شاهنده) بس و لإن العماره اللي ساكن فيها كان فيها واحده بالإسم ده فكان هيبقى صعب جداً الإسم ده..
خصوصاً اني لو قعدت أحلف بعد كده ان ده اسم العربية محدش هيصدقني
وبالتالي لجأت لإسم تاني و بالفعل سميتها (شاهيناز) ..
و بكده بقيت بقلب جامد أقدر أقول في العماره انا هركب شاهيناز و أخلع من غير ما حد يفهمني غلط..
المهم ان الإسم يفضل مستتر عن عيلة بابا علشان مرات عمي عندها نفس الإسم
المشكلة ان اصحابي فضلوا مش مقتنعين بالإسم..
قالولي ان الشاهين عربية دكر و مينفعش تتسمى اسم حريمي .. هي اسمها اصلاً (شاهين) .. فلو مش هتسميها (شاهين) ممكن تسميها (شهاب) أو (شهبندر)
بس انا صممت و ركبت دماغي ان هي شاهيناز..

شاهيناز بقا هي اللي اتعلمت معاها السواقه بجد
يعني مثلاً اكتشفت ان علشان العربية تمشي مش بس لازم يكون فيها بنزين ..لأ .. ده فيه كمان اختراع اسمه الزيت..
و انه لازم يتغير هو و الفلتر بتاعه بعد عدد محدد من الكيلومترات وإلا الموتور هيقفش
مش بس كده .. ده طلع كمان ان فيه حاجه اسمها مياه..
في الوقت اللي الناس كانت بتحط لعربياتها مياه خضرا و مياه حمرا كانت شاهين عمرها ما بتشتكي .. و كأنها في تضرع دائم الى الله بالصيام نهاراً و ليلاً
و مع ذلك عمرها ما اشتكت...
شهدت (شاهيناز) على قصة حبي مع مراتي اللي بدأت في أواخر 2007 لما كانت بتفسحنا أحلى فسح في أجازات الكلية ...
كنت ابقى مقرر اني رايح مكان و الاقي (شاهيناز) بقدرة قادر تقرر تقف في مكان تاني خالص و مش ممكن تتحرك منه و الاقي المكان ده مثلاً نادي على النيل أو كافيه تحفه و هكذا.
و بعد الخروجة تلاقيها شغاله زي الفٌل ولا كأن فيها حاجه...
ده غير طبعاً ان (شاهيناز) كانت بطلت الفيلم الإسطوري (شاهيناز و إسكندرية) >> راجع المقال السابق من اللينك ده

اكتشفت بالتجربة العملية ان السواق المصري هو أحسن سواق في العالم ، لأ مش بتوع الفورميلا وان في أمريكا .. احنا أحسن برضه..
أصل السواقين بره كل اللي بيعملوه انهم بيمشوا في حارتهم بسرعه معقوله او لو فاجر أوي يعني بيمشي بسرعه وهو واخد باله من العربيات اللي معاه على الطريق.. أما السواق المصري فلازم وهو ماشي ياخد باله برضه من العربيات اللي معاه على الطريق ،
وياخد باله من المطبات و النقر ، ياخد باله من الميكروباص اللي وقف على اليمين فجأه من غير ولا اشاره ولا انتظار ولا غيره ، لازم ياخد باله من العيله الإنتحاريه اللي هي بتبقى عيله كبيره مكونه من 4 او 5 أفراد على الأقل وبيبقوا واقفين في الأوتوستراد أو صلاح سالم في النص بين الجزيرتين و بيمسكوا ايد بعض كلهم وأول ما تقرب منهم يقرروا كلهم مره واحده ينزلوا يعدوا الشارع مع بعض بدون اي سبب واضح غير انهم شايفين ان عندهم حياه أفضل في الحياة الأخرى زي أجدادهم الفراعنة ما علموهم؛
كل اللي فات ده كوم و التوكتوك ده كوم تاني ، "انت ايه" زي ما علي ربيع بيقولها ل(بيشوي) في مسرح مصر
حاجه كده مش مفهومه بين العجله و الموتسيكل و العربية !! و علشان يزيد الطين بله قررت الحكومه ان الشئ ده ملوش رخص.. و بالتالي اي حد في اي سن ممكن يسوقه عادي
فبقى من الطبيعي جداً انك تبقى ماشي في شارع و حاسس ان فيه روح شريره جنبك انت مش هتشوفها بالعين المجرده عمرك ..
لأ متخفش ده مش عفريت ولا حاجه ،حتى لو مسمي نفسه (الشبح)
هو توكتوك عادي جداً معدي بس هو حجمه صغير بس.. طب مهو لو محدش شافه يبقى ممكن يخبطوه..طب الحل ايه؟!
وهنا بييجي دور الأغاني الشعبي المقيئة و المسيله للدموع في نفس الوقت اللي بتشغل على سماعه كبيره واخده تقريباً نص حجم التوكتوك
و اللي دايماً بيشتغل عليها أغاني من بتاعة (أوكا) و (أورتيجا) و (فيفتي) و أشكالهم اللي
ارتكبوا جريمة إغتصاب مكتملة الأركان في حق تراث أغانينا العربية
فلما تلاقي نفسك راجل سايق عربية و فجأه تلاقي صوت عالي ظهر جنبك و حاسس انك عايز تعيط او ترجع اعرف ان فيه توكتوك هنا .. تهدي بقا .تطلع عدسه مكبره..
تنط من الشباك علشان تلحق العيله اياها بتاعة الحياة الأخرى
دي مشكلتك انما هو كـتوكتوك مشكلته اتحلت خلاص..
أما لو لقيتي نفسك كست بتعيطي و انتي سايقه أو عايزه ترجعي فمتقلقيش خالص.ده الطبيعي... اعملي اللي انتي عايزاه.. تخبطيه بقا تولعي فيه مش هتفرق.. انتي كده كده عملتي الجريمه من بدري
من ساعة ما قررتي انك هتسوقي عربية اصلاً..
ومش هوضح ليه ..فيه 2000 واحد قبلي اتكلموا عن سواقة الجنس اللطيف للعربيات ..وكمان مش عايز ازعل الستات مني 

في 2009 أخدت كورس في تخصص شغلي مع خبير أمريكي اسمه (جون فيتس باتريك) وكنت كل يوم بعد الكورس ادردش معاه شويه كده في اي حاجه
، لما فتحت معاه موضوع العربيات و الطرق
قالي انه قرر انه بسبب اللي شافه في الشوارع المصرية انه لما يرجع بلده هيغير تخصص شغله و هيعمل فيديو جيم و يسميها (Driving in Egypt) و هتبقى زي ما قال بالنص
You get score as many people as you can kill while driving
يعني تاخد نقط على عدد الناس اللي هتقدر تموتهم و انت سايق...
على اد ما دي تعتبر اهانه صريحه لـ(مصر هي أمي) بس من جوايا كنت متأكد ان الغلط مش عليه الغلط على الشخصيات اللي وصلتنا لكده و هتكلم عنهم -كالعادة- بالتفصيل الممل

أولاً لازم نتكلم عن الكائنات المستفزه اللي بتسوق
أول حاجه كائن المستكلب.. لأ مش المستذئب بتاع توايلايت اللي كل البنات اتهبلت عليه فجأه لما الفيلم طلع.. الفرق بينهم كبير ..
المستذئب في ليالي القمر الكامل بيتحول الى ذئب. انما المستكلب ده شخص عادي جداً و طبيعي جداً بس اول ما ايده تلمس دركسيون السواقه الكلب اللي جواه بيطلع
و تبدأ تشوفه بقا في كل حته
يعني مثلاً لما تلاقي واحد بيمسك اخر حاره يمين علشان يلف شمال من غير ما يقف في طابور الـU-Turn ده متزعلش منه.. ده مستكلب فالتصرف ده كان غصب عنه
لما تلاقي واحد مثلاً يشوف مسار عجل يقوم يركن عربيته موازي للرصيف عليه متزعلش منه.. تدعيله بالشفا او انه يتحول لكائن تاني غير كلب السواقه و غيرها من الأمثله الكتير

تاني كائن هتقابله و انت سايق كائن الDJ
وده ببساطه واحد بيسوق عربيته في الصيف و هو معلي الأغاني على الأخر و فاتح الشبابيك كلها و طول مهو سايق بيبص على الناس كلها و كأنه بيحاول يعرف ايه رأيهم في الأغنيه دي
وده كده بيبقى في ليفل وان دي جي .. ده لما بيتطور شويه ممكن يعمل خط ساخن علشان الناس تطلب فيه أغاني و هو يشاركها مع الناس من الستوديو المتحرك اللي هو سايقه
الكائن ده مبيلاقيش نفسه في الشتا اوي علشان الشبابيك مقفوله فمش عارف يزعج اللي حوليه بالأغاني زي الأول فبيبدأ يتحول الى الكائن ال(قصبجي) وده موجود جوه كل
سواق ميكروباص مصري أصيل من النوعيه اللي فاكره ان العربية علشان تمشي غير انه يدوس على البنزين لازم كمان يدوس على الكلاكس بمعدل ثابت كل 5 ثواني
لحد ما اللي حوليه كلهم وداناهم تاخد على ال(تون) المستفز فيبدأ يغير اللحن بتون مستفز أكتر منه.
فيه بقا الكائن البــ... احم احم.. طب همشيها الكائن السخيف .
وده هتلاقيه في كل اشاره زحمه من اللي فيها تايمر دي...دايماً بيبقى العربيه اللي في الصف التالت او الرابع في كل اشاره .. تبقى الاشاره واقفه بقالها دقيقتين ولا حاجه و فتحت لمدة 30 ثانيه بس
و انت هتموت و تعدي فيبدأ هو يدور العربية من الأول ويبدأ يقول دعاء الركوب (من الأول برضه)
ويتحرك بهدوء شديد و يقرر انه مش هيعدي الإشاره الا من تحت باط عسكري المرور اللي بيشاور
للناس انها تقف فتلاقيه دايماً بيعدي اخر واحد في الاشاره و هو مستمتع جداً انه عارف انه مش هيسمع حاجه من كل الشتايم اللي هو و أهله و قبيلة أجداده اتشتموها دلوقتي..
برضه و انت سايق هتلاقي واحد دايماً فاكر نفسه في السيرك و ماشي على الحبل . ده اللي هو بيبقى حاطط الخط الأبيض اللي في الأرض في نص كبوت عربيته و ماشي ولا انت عارف تمشي يمينه
ولا انت عارف تمشي شماله وده غالباً بيبقى احدى تطورات الكائن السخيف و اللي بيبقى عكسه تماماً بقا. الكائن الدرانك..
فاكرين زمان واحنا اطفال لما كنا نمسك ازازة الفيروز او البيريل و نعمل كأننا بنسكر و نضحك و نقعد نتقل في الكلام و كأننا خبره في السكر و فاهمين بيقى ازاي يعني...
اهه الكائن الدرانك ده حب اللعبه اوي .. و قرر انه مش هيسكر ولا حاجه بس هيفضل يمثل انه سكران طول حياته و ده تلاقيه و هو سايق عمال ينط من حاره لحاره حتى لو هو ماشي لوحده
متفهمش بقا هو بيلعب ولا متردد ولا لسه مصلح الدركسيون فبيجربه ..
فيه بقا الكائن الغيور وده اللي عارف ان عربيته مش سريعه او هو مش هيقدر يسوق بسرعه لسبب ما قد يكون فوبيا مثلاً
فبيقرر ان محدش هيسوق أسرع مني و يبدأ يمشي في أسرع حاره اللي هي معموله اصلاً للمستعجلين
علشان يتخطوا العربيات منها.. فتلاقيه ماسك اخر حاره شمال و ماشي على 60 و مستمتع جداً بأجواء الديسوتك اللي بتبقى وراه من الكلاكسات المختلفه مع تقليب الأنوار و الزينون ..
المشكله ان سواقين النقل كمان عاجبهم الموضوع ده
و بالتالي بيقرروا ان دي هتبقى وسيلة التسليه الوحيده بتاعتهم طول الطريق بعد قرص الترامادول اللي ضربه قبل ما يتحرك و يبدأ يرازي بقا في خلق الله..
فيه بقا الكائن المش مهندس... وده بيبقى شخص كان حلم حياته يدخل كلية هندسه و احلامه اتطربقت على دماغه من منظومة التعليم المصرية فقرر انه يتخيل انه مهندس مع نفسه
مع انه صبي كوافير عادي بس قرر انه يمارس الهندسه بطريقته الخاصه وده بقا بتلاقيه في كل شارع جانبي ضيق داخل عكس في وشك ولما يييجي يوسعلك يوسعلك على أدك بالظبط
تحس انه دارس أبعاد عربيتك و يبدأ يتفرج عليك و انت بتعاني علشان تعدي من المكان الضيق ده بمتعه رهيبه و يبدأ السايس اللي جواه يطلع و يقولك" تعالى . تعالى ..واسعه من عندي...
لأ اكسر كله هناك " لحد ما تحس انك رايح تطلع رخصه مش رايح مشوار عادي
نيجي بقا للكائن المستغل وده بيبقى واقف في الزحمه يدعي ربنا بأن يبقى فيه اي مصابين في حاله خطيره قريبين منه علشان لو ده حصل هتعدي عربية اسعاف تخترق الزحمه دي علشان الناس بتوسعلها
ولكن هو و بمنتهى انتهاز الفرصه هيطلع يجري وراها ، اهه الشخص ده بقا تحديداً هو هو اللي كان بيجري ورا عربية الرش و هو صغير. اصل في عادات مبتتغيرش
في بقا الكائن الهيدن .. ده بيبقى سايب عربيته صف تاني و معشَق الغيارات و شادد فرملة اليد لأخر تكه و يختفي.. مش هتلاقيه ولا في المحل اللي قدام الركنه ولا الناحيه التانيه عند الزحمه
ولا في أي حته و ده ليه حل واحد بس... لازم يكون معاك في جيبك دايماً ورق أبيض و قلم و مجموعه من الواقي الذكري من النوع النضيف (مش ابو 2 و نص) و تسيبهولوا على الازاز بتاع عربيته
مع رساله "المجتمع مش هيستحمل ناس زيك كتير .. أرجوك ابقا البس ده وبلاش تتكاثر" (حدث بالفعل)

ثانياً بقا الناس المستفزه اللي ماشيه على رجليهم من غير عربيات.
هتلاقي اول فصيله من الناس دي فصيلة العيله الانتحارية اللي سبق و شرحتها
تاني نوع بقا بيبقى الشخص اللي بيعدي الشارع تحت كوبري المشاه بالظبط وده ليه حل واحد... دوسه.. اييييوااااه انا بحرض على العنف و بقولك دوسه.. مهو المفروض ان تحت كوبري المشاه
ده المكان الوحيد اللي بتريح اعصابك فيه من السواقه و بتاخد بالك يادوبك من العربيات اللي حوليك . فمش طبيعي أبداً تلاقي واحد بيجري تحت كوبري المشاه مره واحده قدام عربيتك و من هنا
انا بحرض على العنف و بقول ياريت كله يشير هاشتاج #نعم_لدهس_المشاه_اللي_بيعدوا_تحت_كوبري_المشاه
فيه بقا الناس اللي بتعدي الشارع عادي و أول ما تقفلها باحترام تتحول الى سلحفاه في سرعة مشيها و هي بتبص في عينك دايماً مع ابتسامه سمجه مرسومه على وشها .. الغريب ان الناس دي بتعمل كده
مع عربيتك انت بس.. مع باقي الناس تلاقيه بيعدي الشارع بسرعة كرستيانو رونالدو في الهجمة المرتدة
و غيرهم من الناس اللي بتلاقيه قاعد على عربيتك بيريح مثلاً او فارش عليها و بياكل لمجرد انك بالصدفه البحته لقيت ركنه قدام محل أكل.

وهنا السؤال بقا... هل الناس دي بس هي السبب في الكلمتين اللي سمعتهم من (فيتز باتريك).. لأ طبعاً .. الحكومة عليها دور كبير اوي... في التخلف اللي احنا عايشين فيه ده
يعني مثلاً .. عسكري المرور اللي واقف معرفش بيعمل ايه غير انه يوقف الناس لما الإشاره تبقى حمرا -مع ان ده المفروض تصرف طبيعي مش محتاج عسكري ولا حاجه- المفروض كمان يوقف
المشاه اللي بيعدوا الشارع لما الإشاره تبقى خضرا.. مهو كده كده دي اشاره يعني هتقف بعد كام ثانيه و ابقى خليه يعدي بقا يا محترم...
من الحاجات الغريبة الغير مفهومه اللي الحكومه عملتها موضوع الحارة الخاصة بأتوبيسات النقل العام...
شوف لما تسمعها أول مره تقول فكره ممتازه و هتحل مشاكل كتير اوي
لكن لما تعرف ان الحكومه لَغِت مترو و شالت الحديد بتاعه اللي بالشي الفلاني و سفلتت مكانه و عملت حارة الأتوبيسات دي في نص الطريق بين شارعين.. يبقى فعلاً اللي بنا مصر كان في الأصل حلواني..
مهو مستحيل يكون مهندس او حتى دارس علم اداره او تخطيط اللي فكر ف المشروع المتخلف ده..متوسعوا ام الشارع كله و تعملوا حاره في اقصى اليمين و حاره في اقصى الشمال للإتجاهين
و تبقى اتحلت المشكله...
نيجي بقا لبعض إشارات المرور .. ولا بلاش بعض . هي واحده كفايه..
إشارة مرور روكسي..
انا بقول نستغلها و نقطع تذاكر للسياح ييجوا يتفرجوا عليها و كأنها فيلم رعب و كوميدي في نفس الوقت و اهو بالمره ندخل عمله صعبه للبلد
الإشاره دي ببساطه بتقفل مده متقلش عن دقيقتين كل مره و تفتح حوالي 19 ثانيه و لما تفتح المفروض علشان تعديها تخترق مطب ملوش اي 30 لزمه + شريط مترو الله اعلم اذا كان فيه مترو
ولا انتوا سايبنه علشان لو فكرتوا تجيبوا السياح بجد يبقى فيه حاجه نتفرج عليها جنب الإشارة...
المفروض اني اعدي (الحواجز) دي كلها في 19 ثانيه..
يعني انا واقف في اشاره خدتلي مش أقل من 10 دقائق او ربع ساعه لحد ما بقيت في الصف الثاني او الثالث و أخيراً ناقص مره واحده بس تفتح فيها و هعدي و استحملت رزالة
الراجل اللي بيبيع اي حاجه في اي موسم ده و الست المنقبه اللي معاها طفل اللي بتشحت في المكان ده من ايام ما كانت اد الطفله اللي معاها..
تقوم تفتح الاشاره و اعدي الحواجز دي كلها و اكتشف ان الموضوع عادي.. يعني مفيش ميدالية اولومبيه مستنياني ولا حاجه...
طب ليه التصميم العجيب ده ...
نيجي بقا للخطوط اللي في الشارع.. والله العظيم الخط المستقيم اللي على الأرض ده علشان يفصل بين الحارات و يقولك مينفعش تتنقل من الحاره دي للحاره دي ،
انما لما تخططوا البلد كلها بالخطوط المتقطعه انتوا كأنكم بتدوا تصريح للكائن الـ(درانك) انه يقولكم محدش ليه حاجه عندي. مهو ام الخطوط المتقطعه دي معناها انه ممكن ينقل من حاره لحاره براحته
نيجي بقا لمصر في فترة ما بعد حكم الإخوان و بداية التفجيرات العشوائية و الكلام ده...كل واحد عايز يأمن المكان بتاعه علشان خايف من التفجيرات يقوم قافل قدام المحل ببلوكين
أما بقا الوحدات العسكرية و المنشات الهامه زي مبنى امن الدولة فحدث ولا حرج، الحكومه عملتلنا تغيير كامل في مسارات الطرق لدرجة ان الجي بي اس نفسه بيتوهك..
تبقى ماشي كده في أمان الله على الجي بي اس و تلاقيه بيقولك خش يمين تبص تلاقي الشارع مقفول و كام عسكري واقف .. المصيبه الأكبر انك لو سألت العسكري اللي واقف ده
هيقولك معرفش تخش منين...طب و بعدين مهو مينفعش في يوم و ليله نصحى من النوم نلاقي مدينة نصر بقت اتجاه واحد .. ده يرضي مين ده يا حضرات ال.. المخططين..

دي تقريباً كانت معظم الاجابات اللي جت في بالي و انا بفكر في الأسباب اللي خلت هذا الـ(فيتزباتريك) اللعين يتتريق على أم الدنيا و لقيني بذكر الله في سري و بمشي في صمت
على اد ما (شاهيناز) كانت غاليه عليا لكن عمري ما اقدر انسى ابويا و هو بيقولي ان فيه واحد صاحبه عايز يبدل عربيته اللانسر الكريستاله بـ(شاهيناز) مع فرق 15 الف جنيه وقتها
فطبعأً ابتديت افهم ابويا ان (شاهيناز) دي الذكريات و الماضي و الحاضر و المستقبل و اني بعتبرها زي بنتي بالظبط و مقدرش استغنى عنها
بس أبويا قال كلمه سحريه غيرت رأيي في ثواني ..
"متقلقش يا خويا.. انا اللي هدفع ال15 الف"
و طبعاً مفيش كام يوم و كنت بزف (شاهيناز) بنتي وانا بسلمها لعريسها اللي من سن أبويا شخصياً و بستلم منه (لولّا)
واللي بدأت معايا قصة كفاح جديده من 2010 و لحد النهارده علشان تلف معايا ام الدنيا و أشوف معاها مواقف جديده بتحصل كل يوم في الشارع ...

اخر سؤال بقا..
السواقه فَن ؟ ولا عَن عَن ؟!

#نعم_لدهس_المشاه_اللي_بيعدوا_تحت_كوبري_المشاه

التسميات: , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية