الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

عرايس ماريونت (من حكايات بابا كريم)

 حكايات بابا كريم

عرايس ماريونت


فيروز "أديني جيت يا بابا ، احكيلي بقى قصة عرايس الماسونت"
كريم " الماريونت . عرايس الماريونت دي عرايس من الخشب ، بس بتبقى متربطه بأسلاك قويه جداً زي بتاعة صنارة الصيد ، علشان يقدر صاحبهم يحركهم عن طريقها فيبانوا كإنهم بيتكلموا أو يرقصوا أو يتحركوا قدام الناس على المسرح"
فيروز " الله .. دي أكيد بتبقى تحفه"
كريم "طبعاً ، بتبقى جميله أوي ، بس في قصة النهارده حصلت حاجه غريبه جداً .. بعد ما العرض خلص وصاحب العرايس مشي العرايس دبت فيها الروح فجأه ....
***
"ايه ده .. انا فين و انتوا مين ؟!"
قالتها احدى الدمى الخشبية بعد أن دبت فيها الروح فجأه فوجدت أن كل من حولها يتسائل نفس الأسئلة.. حتى نظر كلاً منهم لملابسه ثم بدأ يعرف نفسه للآخرين...
تقدمت الدمية الأولى ، كانت من خشب يبدو أن تم طلاؤه حديثاً ولكنها بدون آذان وبعيون أضيق من عيون شعوب جنوب شرق آسيا..
"اسمي نظام .. شخص عنده سلطه ونفوذ"
تقدمت دمية أخرى ترتدي بدلة سوداء مطرز عليها رمز الدولار و قال
"اسمي ثروت ، شخص غني و بيلعب بالفلوس لعب"
تقدم الثالث قائلاً " اسمي فكري ، والأهم من ان كلنا نتعرف على بعض اننا نعرف احنا ايه دورنا في الحياه أو صحينا ازاي و هنموت تاني امتى"
تسائل الجميع " طب و دي هنعرفها ازاي ؟"
شارك (فهمي) في الحوار بأن اقترح " لازم نقضي يوم كامل نعمل فيه اللي بنعمله كل يوم من غير ما نعمل أي حركه تعرف اللي بيحركنا اننا عايشين"
***
" والآن مع عرض عرايس الماريونت يقدمه لكم الفنان العالمي (كفيتااا ليستي).
انطلقت أصوات التصفيق و التهليل ترج المكان بينما تراصت الدمى على المسرح ، تدل أشكالهم انهم من حضارات و ثقافات مختلفة ، أدوا حركاتهم بخفة و رشاقة طبقاً لأوامر الأسلاك التي تنتهي جميعاً في يد صاحب العرض الذي و بمجرد أن أنهى العرض تلقى تحية الجماهير ثم انسدل الستار و سكنت الدمى على الأرض حتى صاروا وحدهم مرة أخرى.
"هنعمل ايه دلوقتي ؟"
قالها (فكري) فرد عليه (عبد الراضي) "ولا أي حاجه ، احنا مجرد عرايس في الأول وفي الآخر ، هو ده بس دورنا في الحياه ، اننا نبسط الناس ، و أظن انتوا كلكم شفتوا معايا الناس بتحبنا ازاي."
رد (فكري) "ما هو ده اللي كنا بنعمله كل يوم قبل ما يبقى فينا روح ، انا قصدي ازاي نستغل ده علشان نطور من نفسنا و نبسط الناس أكتر"
تقدمت دمية رجل ذو شعر أصفر وملامح أمريكية و قال
"الحريه .. اهم حاجه نفكر فيها دلوقتي هي ازاي نتحرر من كفيتاليستي و العرض بتاعه ، هو بياخد كل الـCredit لنفسه لمجرد انه بيحركنا بأسلاك ، بس أنا شايف اننا من حقنا نشتهر ونتعرف زيه "
"بالظبط كده"
انطلق الصوت فجأه من خلفهم وفوجئت الدمى بشكل بشري فسكنوا جميعاً على الأرض مرة واحدة .
اقترب صاحب الصوت منهم فظهرت ملامحه ، شعر كثيف يغزو معظم جسده ، يملك عين واحده و الأخرى ممسوحة ، قبيح المنظر ، جبينه غريب الشكل كأنما كُتبت عليه كلمة عجزت الدمى عن فهم معناها.
"انتوا مش محتاجين تعملوا نفسكم مش عايشين ،مش معنى ان الروح دبت فيكم تبقوا عايشين انتوا كده كده فعلاً مش عايشين..اقفوا و اسمعوني كلكم"
تكلم فكري "انت .. انت مين ؟!"
بثبات وكأنما تدرب على جملته طويلاً رد
"أنا (متسيل خايم) .. وانا متابعكم من زمان أوي ، وعارف كل مشاكلكم ، خليكم معايا و انا بوعدكم هخلصكم كلكم منها"
رد (فكري) "خطتك ايه يعني، هتحل مشاكلنا ازاي ؟"
تكلم (خايم) " لازم تساعدوا نفسكم الأول علشان أقدر أساعدكم وعلشان نعمل ده ، لازم نستعد لنهاية (كفيتاليستي) على المسرح بكره قدام أكبر عدد من الناس"
هللت الدمى وقفزت حول (متسيل) بينما حاول(فهمي) جاهداً أن يصيح ليوقفهم عن ذلك وهو يقول "استنوا بس نفهم الأول هو بيعمل كده ليه"
أضاف (فكري) " أو نفكر في دقيقه واحده في نتايج اللي هيعمله"
تجاهلت الدمى (فكري) و (فهمي) بل و أجبرتهم على الإختباء حتى لا يشتركوا في العرض المسرحي القادم حتى يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم.
***
فيروز " بس يا بابا هو فكري و فهمي ليه مش عايزين يكونوا معاهم ، مش هم برضه عايزين الحريه بتاعتهم زي باقي العرايس؟!"
كريم "هم عايزين بس يفكروا الأول في كل كلمه علشان يبقى عارفين يخططوا صح هم عايزين ايه .. مش يمكن الخطط دي مش هتديهم الحريه فعلاً ؟! الحريه الحقيقيه انهم يبقوا أحرار في انهم يفهموا كويس نتيجة كل قرار ، و هم شافوا انهم مش عايزين يشتركوا في الخطه اللي عملتها العرايس في العرض تاني يوم"
فيروز "وايه اللي حصل في عرض تاني يوم ؟"
***
"والآن مع عرض عرايس الماريونت يقدمه لكم الفنان العالمي (كفيتاليستي) "
بدأت الدمى تتراقص مع حركات يد (ليستي) على المسرح كما جرت العادة في كل عرض حتى وقف (متسيل خايم) فجأه وسط جمهور المتفرجين وقال للدمى "دلوقتي " فأدوا جميعاً حركات عكس إرادة (ليستي) ثم بدأوا بشد أسلاكهم فجأه في نفس التوقيت حتى سقط (كفيتاليستي) على أرض المسرح.
تكلم (متسيل خايم) بأداء مسرحي "قلتلكم قبل كده ، انا اللي هحرركم و هخلصكم ، الحريات معايا ، و كفيتاليستي كان مقيد حريتكم ودلوقتي جه الوقت علشان نكتب نهايته"
بدأت الدمى بتسديد الركلات و اللكمات لـ(ليستي) على المسرح على سقط بلا حراك ، فأعتلى (خايم) المسرح و ألقى بجسد (ليستي) الى خارج خشبة المسرح.
تحركت الدمى و انخطلت وسط جمهور المسرح مطالبين الجماهير بالالتفاف حول (خايم) الذي صعد على خشبة المسرح ووعد جميع من يؤيد طريقته ويكون من أتباعه أن يخلصه من كل مشاكله وهمومه.
***
في الكالوس الخلفي جلس كلاً من (فكري) و(فهمي) يناقشون ما يحدث حتى سمعوا صوتاً مدوياً كان لسقوط جسد (كفيتاليستي) بكالوس مجاور فركض كلاهما لمعرفة مصدر الصوت ولكن قدم (فهمي) تعثرت في شئ فجأه وسقط على الأرض.
ساعده (فكري) على النهوض بينما بحث كلاهما عن الشئ الذي تعثرت فيه قدم (فهمي) فتفاجئا بأسلاك شفافة غير واضحة تتبعاها حتى اكتشفوا انها متصلة بأجزاء مختلفة بجسد (كفيتاليستي).
تكلم (فهمي) "أنا مش مصدق نفسي.. كفيتاليستي اللي كان بيحركنا طول الفتره اللي فاتت هو كمان عروسه ماريونت "
رد (فكري) "دلوقتي لازم نمشي ورا السلك لحد ما نشوف الطرف التاني بتاعه مين بيتحكم فيه"
تتبع (فكري) و(فهمي) الأسلاك الشفافة حتى وصلوا لخشبة المسرح ليكتشفوا انها مثبته بشكل خفي في أصابع (متسيل خايم).
***

كريم يصمت وينتظر رد فعل فيروز
فيروز " ايه ده هي خلصت كده خلاص ؟"
كريم " ما أنا لسه حاكيلك النهايه "
فيروز " هي حلوه أوي .. بجد حلوه أوي بس حاسه اني مش فاهمه اللي حصل في الآخر أوي"
كريم " المهم ان المخادع مهما غير من أشكاله أو استخدم أساليب مختلفه علشان يوصل لأهدافه ، احنا نفضل دايماً عارفين و فاهمين كويس هو مين "
***



التسميات: , , ,