السبت، 31 مارس 2018

طَلَعني على المسرح

طلّعني على المسرح


إنتشرت بين الشباب حركة بقت بتتعمل كتير إنهم ببساطة بيتفقوا على واحد اتفاق ضمني غير مكتوب و يبدأه كلهم يتناوبوا عليه بالايفيهات أو بالمواقف اللي عملها او اللي اتصرف فيها غلط او غيره ، و اللي بيتفقوا عليه ده بيتقال عليه انه كده يعتبر (طلع على المسرح).
على ذكرى المسرح بقا انا كنت كتبت قبل كده عن إعجابي الشديد بمسرحية (العيال رجعت) -اللي دخلتها انا ووالدي و والدتي- واللي تعتبر الجزء الثاني لمسرحية (العيال كبرت) الشهيرة ، و بعدها قررت اني أنظم خروجه مع شباب منطقتي للذهاب هناك مرة أخرى و بالفعل نشرت المقال في جروب المنطقة على الفيسبوك و اتفقت انا و حوالي سبع أشخاص من الجروب بالإضافة الى زوجتي و إبنتي الرضيعة ان نذهب هناك.
العرض كان رائعاً وممتعاً رغم انها تعتبر المرة الثانية لي لرؤيته الا اني استمتعت بكل شئ فيها منذ لحظات البداية و حتى غلق الستار للمرة الأخيرة في هذا اليوم. كان علي بعدها أن ألملم أشلاء و قطع المناديل الصغيرة بعد أن فتكت بها أصابع فيروزتي بلا رحمة . و أثناء قيامي بذلك تفاجأت بخروج الفنان (رضا إدريس) بطل العرض المسرحي من خلف الستار و هو ينادي "كريم..كريم".
قمت مندهشاً من مكاني و أنا أنظر اليه ثم نظرت الى أصدقائي نظرة خاطفة و أنا أعدل من وضع ملابسي ثم تقدمت ناحيته في فخر كطالب يتقدم لتكريمه في حفل متفوقين المدرسة و أنا أقنع نفسي اني شخص صعب النسيان لدرجة أن بطل العرض المسرحي يتذكرني من لقاء واحد بعد زيارتي الأولى لم يتعدى العشرة دقائق عباره عن مجموعة من كلمات الإطراء على مستواه في العرض المسرحي و بعض الصور للذكرى لم يتعدى العشرة دقائق.
إبتسمت للفنان الذي كان مازال واقفاً فوق خشبة المسرح ثم إبتسم لي بدوره ولكني لاحظت أثناء مصافحتي ليده ان عينه شاردة في المكان و كأنه يبحث عن شخص ما فقلت له هامساً "اوعى تكون كنت بتتكلم عن كريم تاني" فرد بتلقائية تدل على بياض قلبه "اااه..انا كنت ببص على كريم إبني أصله كان حاضر العرض معاكم في الصالة"
نزل كلامه صاعقاً كالاستحمام بالمياه المثلجة في أواخر ديسمبر فلاحظ هو تغير ملامح وجهي فقال "لأ بس انا فاكرك طبعاً..لما كنت جي مع بابا و ماما المرة اللي فاتت..ابقى سلملي عليهم كتير" فابتسمت و انا مازلت أشعر بالحرج من الموقف ثم سلمت عليه و غادرت الى أصدقائي و أنا أرسم نفس نظرة الفخر على وجهي و تركتهم يظنون ان لي اصدقاء من الوسط الفني فلم أرغب وقتها أن أقول لهم ان الفنان رضا إدريس كان يناديني فقط علشان (يطلَّعني على المسرح).


لقراءة ما كتبته عن المسرحية بعد أول زيارة : https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10159913976425237
لو عندك موقف محرج حصلك شبه كده أو أكتر يا ريت تقولوه في الكومنتات..

التسميات: , , , ,

الثلاثاء، 27 مارس 2018

آلة الزمن

آلة الزمن




عمرك جربت تركب الة زمن؟ نفسك تجرب؟ مستحيل؟ طب هتعمل ايه اول ما تركبها ..هتروح لأنهي زمن؟ مش هتفرق كتير .. الالة اللي جيبهالكم مبتروحش غير للماضي بس ممكن من مقارنته بالحالي تتخيل شكل المستقبل.
امتى اخر مره زرت فيها اثار بلدك..السياح من العالم كله بييجوا علشان يشوفوها..انت بقا عايش هنا اخر مره فكرت تزورها و تعرفها كانت امتى؟ طب انت عارف ان الأقصر لوحدها فيها ثلث اثار العالم كله؟ أنا معاك انها مشوار و محتاجة أجازه طويلة ..يعني انا فاكر اني رحتها اخر مره في 2014 و القطر أخد من القاهرة للأقصر 12 ساعة.. كتير برضه.. هي دي حجتك؟! طب انت زرت الحاجات اللي في القاهرة و الجيزة اللي انت كده كده حتى لو مش ساكن فيهم هتجيلهم علشان تخلص مصالح ليها علاقة بالأشغال على اعتبار ان القاهرة حالياً هي العاصمة؟ اخر مره رحت الأهرامات امتى؟ لأ سيبك من المره اللي رحت فيها و انت صغير مع أبوك و اكتشفت ده لما كبرت من الصور..لأ انا قصدي اخر مره انت رحت و انت واعي و فاهم و رايح تتعلم فعلاً تاريخ أجدادك الفراعنة كان امتى؟
النهاردة انا كنت من المحظوظين اللي جتلهم فرصة يركبوا الة زمن ..النهاردة رحت المتحف المصري في التحرير..مبدئياً كده عدد الأجانب اللي هناك أكتر من المصريين بمراحل ودي من النقط السلبية اللي بحاول أعالجها بإني أكتب المقال ده.. ولإن المحظوظ دايماً بيبقى محظوظ في كل شئ فبجملة الحظ بقا كان معانا مرشدة سياحية معلوماتها ممتازة وطريقة شرحها هايلة جداً ، مشكلتها الوحيدة انها صوتها كان واطي شوية زي ما تكون بتختبرنا مركزين معاها ولا لأ.. المتحف متقسم من جوه لأزمنة .عصر الدولة القديمة من أول الملك نعرمر (مينا) موحد القطرين بقا و قصته و مروراً بالعصور المختلفة سواء الدولة الوسطى أو الدولة الحديثة..هتتعرف خلال الجولة الزمنية دي على الحاجات المقدسة اللي كانت عند الفراعنة في كل عصر و ايه الحيوانات اللي كانوا بيقدسوها و كانوا بيقدسوها ليه و كل حاجه كانت بترمز لإيه..
هتتعرف كمان على أسرار التحنيط و الأدوات اللي كانوا بيستعملوها فيه و ليه كانوا بيشيلوا كل حاجه من الجسم حتى المخ ما عدا القلب ..
هتعرف معتقداتهم و ايه اللي كانوا بيدفنوه معاهم علشان يعينهم في حياتهم الأخرى .. هتعرف أسماء الالهة اللي عبدوها و كل اله كان بيرمز لإيه و هتكتشف ان أجدادنا الفراعنة كان عندهم بعد نظر علشان سموا اله الشر (سِت) فانت لما مراتك تضايقك عادي جداً تقولها احنا اسفين يا (سِت) و تبقى مقتنع انك أخدت حقك و هي مش هتفهم حاجه ..
هتشوف كراسي العروش الأصلية اللي حكموا منها أشهر فراعنة مصر .هتخش كمان غرفة الحُلي ، و هتشوف التيجان الأصلية اللي ارتدوها الملوك و زوجاتهم و هتشوف فن أجدادك في صناعة كل عُقد و كل خاتم و كل خلخال ..بص هو كمية الدهب اللي هتشوفها هتخليك من الاخر كده تعرف ليه شبابنا مش لاقيين يجيبوا دهب يتجوزا بيه...تقريباً الفراعنة خلصوه كله في المتحف ده.. كل ده كوم بقا و مقبرة توت عنخ أمون ده كوم تاني ، أصل المقبرة دي اكتشفوها كاملة كلها مفيهاش فتفوتة ناقصة..توت عنخ أمون حكم مصر و هو عنده 9 سنين و مات و هو عنده 19 سنة و بالتالي محكمش مصر الا 10 سنين مكنش فيها حروب .. بس و علشان نثبت ان التطبيل للحاكم موجود من عصر أجدادنا الفراعنة هتشوف كمية الرسومات اللي بتمثل الحروب و الأدوات الحربية اللي كان بيستخدمها و اللي منقوشة على العرش.. تابوت توت عنخ أمون من الذهب الخالص ووزنه 111 كجم !! يعني بحسبة صغيرة كده لو قلنا جرام الذهب دلوقتي معدي ال750 جنية يبقى الكيلو يعمل ايه يا كريم اللي بتقوله ده .. اثار بلدنا متتقدرش بفلوس الدنيا كلها ...
هتشوف كمان أوضة المومياوات ..جمد قلبك بقا علشان هي فعلاً مُفزِعه شوية بس تُحفة ...ممكن تشوفها كعِظة مثلاً ..يعني شوف جمال حتشبسوت في التماثيل اد ايه كانت مهتمة بجمالها و بتكحيل عينيها و شوفها و هي مومياء و قول سبحان الله.. و انت نازل في اخر المتحف هتلاقي محل هدايا و تذكارات بس بصراحة لقيت أسعاره أعلى من عرضيات أحمد فتحي في الأهلي و بالتالي منصحش بيه ، ابقى اشتري اللي انت عايزه من خان الخليلي..
نزلت من الة الزمن و في الطريق للبيت فضلت أراقب تصرفات و سلوكيات الشعب المصري .. اللي بيرمي زباله في الشارع بقا و اللي راكن صَف تاني و اللي مشغل أغاني كلها إسفاف بأعلى صوته .. و قارنت بين الماضي و الحاضر و فجأه مبقتش عايز أتخيل المستقبل....
السؤال المهم بقى..مين اللي لسه مركبش الة الزمن؟ و الأهم...مستني ايه؟!

التسميات: , ,