الاثنين، 22 مايو 2023

جيل بايظ (من حكايات بابا كريم)

 حكايات بابا كريم

جيل بايظ


فيروز: بابا هو ايه ده ؟
كريم : طبعاً تلاقيكي مش عارفاه ، ده موبايل يا حبيبتي هو بس قديم شويه.
فيروز : ده موبايل ده ؟! ده شاشته صغيره أوي ، وبعدين ايه الزراير دي كلها ؟! هو ده ممكن يجيب اليوتيوب والعاب الطبخ و الميك آب للبنات ؟
كريم ضاحكاً :لا لا مفيش الحاجات دي خالص فيه ، ده قديم أوي قبل الحاجات دي كلها.
فيروز : أيوه يعني بيعمل ايه يعني ، أكيد فيه ميزه ، مش انت قلتلي قبل كده ان كل واحد ربنا مميزه بحاجه ؟ الموبايل ده بقى ميزته ايه ؟!
كريم : أيوه بس انا ساعتها كنت بقول (واحد) مش (حاجه) ، وعموماً ده مش موبايل عادي .. الموبايل ده ليه قصه كبيره ، قصه مهمه أوي
فيروز وقد بدا الحماس على وجهها : ايه ده حدوته جديده يعني ، طب مستني ايه يلا احكي
كريم : نغسل الأسنان الأول وبعدها أحكيهالك قبل النوم
***
" آبل .. أندرويد .. تعالولي عايزكم"
قالها المحمول القديم فأتى (آبل) أولاً ثم أتى أندرويد مقلداً خطواته وعلى شاشته ابتسامة ساخرة.
"النهارده هحكيلكم عن الزمن الجميل .. أيامنا .. أو بعنى أدق يعني .. أيامي أنا .."
رد (آبل) و (أندرويد) في نفس الوقت "تااااني ؟!"
ثم أضاف (آبل) "خلاص بقى والنبي زهقنا من كتر الكلام عن الماضي ، خلينا نركز بقى مع المستقبل ، كل الحكايات اللي عندك دي أقدر أعرفها بسيرش بسيط ، الدنيا بقت سريعه دلوقتي ، مفيش وقت للحكايات اللي بتضيع وقتنا دي"
-"خلاص مبقتوش عندكم وقت تقعدوا مع الجيل اللي قبلكم ، هقولكم ايه بس ؟! ما انتوا جيل بايظ ، ومتعرفوش أي حاجه عن الأصول و الذوق"
رد (آبل) " احنا آسفين يا سيدي .. سمعنا .. احكيلنا .. ادينا قاعدين معاك اهه"
-"أقولكم ايه ولا ايه عن أيام زمان" قالها المحمول القديم بفخر ثم رجع للخلف قليلاً وهو يقول "مكنش أي حد يقدر يشيل الموبايل ، اللي كان يمسك موبايل ده ، يا رجل أعمال ، يا واحد من عيله غنيه أوي .. انتما انتوا .. انتوا جيل بايظ كل من هب ودب شايله موبايل"
قاطعه (أندرويد) " يا سيدي .. سمعنا .. احكيلنا .. ادينا قاعدين معاك اهه"
نظر (آبل) اليه وقال "انت هنجت تااااني ؟!"
سكت (أندرويد) قليلاً ثم قال "انت هنجت تااااني؟!"
وجه (آبل) كلامه للمحمول القديم وهو يقول "الحاله دي مش أول مره تحصله ، لازم نعمل ريبورت و نبعته للدعم الفني بتاع الشركه اللي صنعته و بعدها نتوصل للأسباب اللي بتــ..."
قاطعه المحمول القديم " اعمل ريستارت"
نظر له (آبل) متحدياً " بس ده مش حل المشكله"
بصوت متقطع قال (أندرويد) "بس ده مش حل المشكله"
بدا الغضب على صوت (آبل) وهو يقول "بطل تقلد كل حاجه بقولها أو بعملها"
ابتسم (أندرويد) وقال "بطل تقلد كل حاجه بقولها أو بعملها"
ضحك المحمول القديم و ضغط على زر اعادة التشغيل فأعاد (أندرويد) تشغيل نفسه وظهر على شاشته اشعار انخفاض البطارية
"انت أحسن دلوقتي ؟" سألها (آبل) فرد (أندرويد) " أنا أحسن دلوقتي"
بدت ملامح الغرور على شاشة المحمول القديم وهو يقول "مانا قلتلك تسمع كلام الأجيال اللي قبلك .. احنا عارفين وعندنا خبره في الحياه أكتر منكم .. أول حل لكل حاجه بتهنج أو بتبوظ انك تقفل وتفتح ، ده حتى البشر لما بيحسوا انهم تعبانين أول حاجه بيفكروا فيها انهم (يناموا ولما يصحوا هيبقوا أحسن)
بتحدي رد (آبل) "بس ده كلام مش منطقي ، مش شرط خالص الجيل بتاعكم يبقى عارف أكتر مننا ، لأن الدنيا بتتطور بسرعه ، واحنا متفوقين في التكنولوجيا وبنعرف نستخدمها أحسن منكم .. يعني مثلاً انت وكل جيلك معندكوش كاميرا ، ولا أغاني ، ولا أي حاجه من أدوات الذكاء الإصطناعي ، مجرد مكالمات و رسايل وبس"
-"طب بس اهدى شويه انت سخنت كده ليه ؟!"
-"ما هو انت اللي بتقول كلام يعصب يا محمول"
ضحك محمول وهو يقول " لأ أنا كان قصدي سخنت بجد .. حرفياً ... مش قصدي انك اتعصبت"
رد (آبل) "ما احنا شغالين من بدري فلازم يحصل كده ، ما تقوله حاجه يا (أندرويد)... يادي النيله فصل شحن"
ضحك محمول وقال" هو فصل شحن وانت سخنت ، جيل خرع"
دافع (آبل) عن نفسه "احنا بنشغل برامج كتير ، فطبيعي ان البطاريه تخلص بسرعه ، ده كفايه بس برامج التواصل الاجتماعي اللي بقت مفتوحه على طول"
-"بس متقولش تواصل اجتماعي ، ده انتوا السبب ان كل واحد بقى عايش في وادي لوحده بعيد عن التاني .. بقى هو ده بقى التواصل ؟! انتوا فالحين بس تسخنوا و تفضوا شحنكم في أي كلام فاضي .. طب أنا اهه ياللي بتقولوا عليا جيل قديم آخر مره اتشحنت فيها كانت من تلات أيام وشحني أهه لسه فيه أكتر من النص"
-"انت بتفكرني بالراجل اللي كان بيشتغل من 9 الصبح ل 2 الضهر وباقي اليوم كله قاعد مريح لحد ما طلع معاش ، و عمال يتريق على ابنه علشان تعبان على طول ، مع العلم ان ابنه بيشتغل من 8 الصبح ل7 بالليل كل يوم .. تقدر تقولي انت بتقدر تعمل كام مهمه في نفس الوقت أصلاً ؟! ولا تقدر تشغل برامج ايه على كم التريقه اللي عمال تتريقها على جيلنا دي .. شايفنا جيل بايظ وجيل خرع ، واحنا اللي عملناه في أيامنا أكتر من كل اللي شفتوه في حياتكم كلها"
-"يظهر ان الكلام معاك مفيش منه فايده"
قالها المحمول القديم وتحرك بإنفعال الى الداخل ولكنه تعثر في احد الأسلاك وسقط أرضاً فقال في نفسه " اهه لو كان حد من أجيال اليومين دول هو اللي خد الوقعه دي كان زمانه خرب خالص أو على أقل تقدير جاب شاشه .. وفي الآخر زعلانين اننا بنقول عليهم جيل بايظ"
"ازيك ياد يا محمول .. فينك ومبتسألش عليا ليه ؟ لازم أكعبلك في سلكي يعني علشان أشوفك ؟!"
نظر المحمول فوجد أن المتحدث هو التليفون الأرضي القديم فرد عليه قائلاً "أنا موجود على طول بس هي الدنيا اللي بقت سريعه أوي .. مكالمات في كل حته و أي مكان ، ورسايل في أي وقت ، ده غير بقى تأليف النغمات و الساعه و المنبه و الآله الحاسبه .. مشاغل الدنيا كتير "
-"وفي كل الحاجات دي مكنش عندك وقت تسأل على حد من الجيل اللي قبلك .. بس هقولك ايه ... ما أنتوا جيل بايظ.
***
كريم " وتوته توته خلصت الحدوته"
فيروز "دي وحشه جداً .. ما تحكي حاجه تانيه بس تكون حلوه"
كريم " يعني ينفع بعد ما تعبت وألفتلك الحدوته دي تقوليلي انها وحشه جداً .. بس هقولك ايه ما أنتوا جيل بايظ"
فيروز " بابا .. انت هتقلد القصه ؟!"
كريم " لأ لأ ده أنا بهزر بس ،انتوا جيل المستقبل و أملنا ان بكره يكون أحسن"


التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية