الأربعاء، 8 أغسطس 2018

لعنة الحب (الجزء الثاني)

لعنة الحب (الجزء الثاني)




(يفضل قراءة الجزء الأول أولاً من اللينك ده

دفنت وجهها بوسادة سريرها و هي تبكي بحرقة فراق حبيبها..
هي من فارقته ..هي من قررت..لكن في الحقيقة لم يكن قرارها
فهو لم يعطِ لها فرصة حقيقية لتفكر في أي شئ اخر غير الفراق
مازالت تتذكر كيف خانها ..رأته مع فتاة أخرى يسهل على كل من يرى حركتها وطريقة كلامها أن يجزم انها فتاة ليل..
كان لابد أن ترحل بعيداً و تترك عالمه الذي دنسه بأخريات
لكنها الان تشعر بآلام الفراق.. الفراغ الكبير الذي تركه في قلبها..
لم تستمع لكل نصائح صديقاتها اللاتي قلن عنه انه شخص مستهتر لا يتحمل المسئولية اضافة لكونه مدمن للعلاقات النسائية
كانت تظن عندما اختارها لتكون حبيبته انها نهاية رحلاته في عالم النساء و إنها انتصرت عليهن جميعاً في معركة غير مباشرة
بكت بحرقة و هي تتذكر كلامه المعسول وكيف جعلها تشعر انها الأهم في العالم كملكة متوجة في مملكتهم الخاصة ولكن سرعان ما انهارت المملكة فوق رأسها تاركه لها فقط صداعاً من الذكريات المؤلمة
أصبحت وحيدة بلا أحلام ..بلا طموح..بلا حبيب ..لا تجد من تشكو له عشقها ولا من يحنو عليها فيخفف عنها أو يواسيها.
قررت فجأه انها لن تستسلم لضعفها و انها و إن كانت قد فشلت في علاقتها مع من تحب ، فإنه آن الأوان أن تكون مع من يحبها ، مع من يقدرها و يعرف قيمتها ، مع من يجعلها جوهرة تاج رأسه و نور عينيه
بمجرد أن فكرت في هذا القرار قفز إسم واحد فقط في رأسها ، تعلم تماماً انه متيم بعشقها منذ سنوات وتتذكر جيداً إنها هي من صدته عندما بدأت تظهر مشاعره تجاهها.
فكَرَت.. أفات الأوان لأن تغير كلامها الآن وتقول له انه ليس مجرد صديق عزيز.وان علاقتهم يمكن أن تكون غير ذلك على عكس ما قالته من قبل.
أتغشه بمشاعر وهمية و تقول له انها لن تستطع أن تتخيل الحياة بدونه أم تقول له الحقيقة انها كانت دائماً تتركه مهمشاً تحسباً لظروف مشابهةً لما تمر به الان.
أمسكت تليفوها المحمول قررت الاتصال به ثم ترددت ، قد يظهر في صوتها انها مجروحة ، هي لا تريده أن يشعر بالشفقة نحوها ، هي فقط تريد منه أن يحتل مكان حبيبها في قلبها وينفيه بعيداً
اذن الحل في رسالة نصية .. رسالة تشرح فيها انها تحبه وتعتذر انها صدته من قبل ..
كتبت (بحبك) ثم ترددت قبل أن تضغط على زر الارسال ، ماذا لو كانت تعطيه الان فرصة ذهبية ليشفي غليله منها ، لن تحتمل جرحاً اخر في تلك الفترة القصيرة ،
لابد من وجود حل اخر لبدء الكلام معه مره أخرى اهتز التليفون فجأه معلناً عن رسالة جديدة
نظرت الى الإسم لتجده احدى اصدقاء حبيبها ، بكل تأكيد سيحاول أن يخترع مخرج لصديقة من ورطته بعد أن رأت خيانته لها بعينيها
، رغم انها تعلم انه لا يوجد مبرر أيا كان لفعلته الا انها قررت فتح الرسالة لتجدها "سبحان الله...ارسلها ل10 أصدقائك و ستسمع خبر سعيد الليلة اذا اهملتها ستحل عليك لعنة قوية"
ابتسمت بسخرية على حالها .. ألتلك الدرجة هي ما زالت تنتظر منه أي عذر لتسامحه ، لعنت حماقتها و عادت لتفكيرها في صديقها مره أخرى وفيما يجب أن تكتبه له.
قررت أن ترسل له نفس تلك الرسالة ، رساله لا تحمل اي مشاعر ولكنها تعطي فرصة مره أخرى لبدء محادثة بينهم وهو الشئ الذي لن يتردد فيه اذا كانت مشاعره تجاهها لم تتغير
أرسلت تلك الرسالة و انتظرت..لا شئ..مرت عشرة دقائق لم تتحرك فيها عيناها بعيداً عن شاشة تليفونها ولكن بلا جدوى ،
ربما لم يكن هذا هو الحل الأفضل ، ربما كان لابد أن تكتب له صراحةً انها تريد أن تشاركه أحلامها و طموحاتها ليحققاها معاً في سنوات عمرهم القادمة ، ولكن فات الأوان
استلقت على ظهرها بسريرها الواسع -وإن لم يكفي اتساعه يكفي لراحة ضيق صدرها- في يأس في محاولة منها للهروب من قدرها السئ بالنوم ولكنها قامت مسرعة لتستجيب لنغمة تليفونها.
ظنت في البداية ان صديقها قرر أن يرد على رسالتها بنفسه على الهاتف و لكنها فوجئت بالإسم انه حبيبها الخائن فترددت مرة أخرى ثم قررت أن ترد عليه لتقول له صراحةً انها لا تريد منه أن يحادثها مره أخرى
ولكنها بمجرد أن أجابت اتصاله حتى سمعته يقول كلمتين فقط "اسف...بحبك"
مره أخرى لعنت حماقتها ..كيف تناست فعلته الشنعاء في كلمتين فقط وجدت نفسها تعاتبه عتاباً خفيفاً لم يستمر الا للدقائق الثلاثة الأولى في مكالمتهم التي استمرت لساعة كاملة
أنهت المكالمة و هي تشعر انها تطير كالفراشة و قد تخلصت من كل ما كان يؤرق منامها و ينغص عليها عيشتها .
نظرت الى الساعة في تليفونها مره أخرى وكأنها تتأكد انها استمرت كل هذا الوقت تكلمه فلاحظت وجود رسالة من صديقها فتحتها لتجدها
"مبسوط انك اخترتيني من العشرة ..سبحان الله .. أرسلتها لكي فقط .. فأنتي كل أصدقائي وكل أقربائي وهو رقم أكثر بكثير من العشرة يعجز قلبي و عقلي عن عده"
تجمدت لثواني أمام الرسالة التي تم ارسالها من أكثر من نصف ساعه وكأنها تفكر بسرعه ثم ابتسمت إبتسامة شيطانية وردت عليه برساله أخرى
"طبعاً لازم تكون من العشرة.. أنت اصلاً مش صاحبي و بس ده انت أخويا... بس ابقى اسأل انت بس"

التسميات: , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية