الجمعة، 25 أغسطس 2017

من فتحات فواصل الباب

من فتحات فواصل الباب



كانت المرة الأولى التي أصدق فيها خبراً تم اذاعته على التليفزيون المحلي حيث تأكدت بالطريقة الصعبة أن يوم الجمعة 11-8-2017 بداية موجة حارة تشهدها البلاد ، ومن لا يصدق الخبر فليأتي ليرى العرق وهو يملأ وجهي و التعب الذي تمكن من بدني بعد إنتهاء نوبتجية لعينة في مصنع الرجال وعرين الأبطال أحاول أن أقوم فيها بأداء الواجب بمنتهى الشرف من أجل الوطن.
رن هاتفي المحمول ، نظرت بعينٍ يملأها التعب لأجد اسم زوجتي يظهر على الشاشة تحت ساعة التليفون التي تعلن ان التوقيت تعدى الحادية عشر صباحاً ..اللعنة ليس لدي أي طاقة للدخول في اي حوارات الان ولولا اني أعلم انها حامل في شهرها التاسع لما فكرت أن أرد أبداً ، أخذت نفساً طويلاً محاولاً ان أداري احساسي بالتعب من قلة النوم ثم حركت ابهامي على شاشة التليفون ليظهر عداد حساب مدة المكالمة في الجزء العلوي و يخرج صوت زوجتي متألمه عبر السماعة
" كريم ..انت مرجعتش من الشغل ليه لحد دلوقتي؟!"
رديت مستنكراً سؤالها " يعني ايه مرجعتش ليه... أرجع ليه أصلاً دلوقتي ؟! ..انتي ناسية ان الجمعة في الكلية شغل مش أجازة؟!"
تجهالت اسألتي و ان كنت لم أكن حقاً أبحث عن إجابة لها و قالت بصوت متألم بمزيج من البكاء " كريم أنا تعبانه... انا تعبانه أوي"
تناسيت تعبي لثواني قليلة عندما سمعت صوتها و رديت بقلق " مالك يا حبيبتي ..حاسه بإيه؟!"
على عكس كل توقعاتي فاجأني ردها بنفس الصوت و نفس البكاء " ضهري واجعني أوي "
هدأ قلقي قليلاً لإني اعتبرت وقتها وبعد سماع سبب بكائها انها (بتتدلع) خاصة لما سألتها " طب تحبي أوديكي المستشفى" و ردت عليا " لأ انا عايزاك تيجي بس"
فنصحتها بأن تستلقى على ظهرها و أنهيت المكالمة
أنهيت صلاة الجمعة و قررت الاتصال بزوجتي مره أخرى للإطمئنان عليها و فوجئت انها لم تتحسن بل ازدادت نبرة البكاء في صوتها مما جعلني أكرر عليها سؤالي " تحبي نروح المستشفى نتطمن ؟" ولكنها صممت ان كل ما تريده أن أكون بجانبها..
فتحت باب منزلي قبل ان تعلن الساعة تمام الثالثة عصراً و توجهت لزوجتي لأجدها منهارةً من البكاء ، أيعقل أن تكون تتألم لهذه الدرجة ؟! .. قبل أن أجد اجابة لسؤالي فوجئت بصرخات مدوية تصنف تردداتها كأسلحة دمار شامل لقدرتها على ازالة مباني من قواعدها الخرسانية ، للحظات شعرت بالشلل في تفكيري و لم أعرف كيف أتصرف..سوى أن أكرر سؤالي للمره الثالثة لزوجتي " طب ما نروح المستشفى و نشوف الوجع ده ايه بدل ما انتي عامله في نفسك كده؟! "
هدأت زوجتي تماماً بعد دقيقة من الصراخ و قالت " مش عايزه أروح مستشفيات و مش عايزه دكاتره .. ممكن تيجي في حضني بس "
جلست على طرف السرير و انا أنزع (البيادة) عن قدمي ثم الجزء العلوي من الأفارول و انا أتجه الى الحمام و أقول " طب هاخد شاور بسرعه بس علشان الدنيا كانت حر أوي النهارده و محتاج أشطف نفسي من العرق قبل أي حاجه"
ثلاث خطوات فقط في اتجاه الحمام هي كل ما استطعت تجاوزه قبل أن تنطلق تلك الصرخات مره أخرى فأعود مهرولاً الى زوجتي و أنا أقول بحزم تلك المره " اديني نمرة الدكتور أنا هكلمه .. مفيش حاجه اسمها مش عايزه دكاتره ولا مستشفيات..لا انا دكتور و لا انتي دكتوره ..هو عارف شغله و هيقولنا الوضع ايه"
كلمت الدكتور و قمت بمحاولة سريعة فاشلة ان أذكره بنفسي ثم شرحت له الوضع بسرعه و فجأه تحولت المكاملة الى احدى برامج الأسئلة السريعة
-" احنا بقالنا في التاسع اد ايه؟"
=" اسبوع"
-"الوجع مستمر ولا بيروح و ييجي؟ "
=" بيروح و ييجي"
-"الوجع بيتكرر كل اد ايه؟"
= "حوالي 5 دقايق"
-" انت قلت هتولدها في مستشفى ايه؟"
= " عبد القادر فهمي"
استغرق الأمر من عقلي المجهد- من النوبتجية و صراخ زوجتي- ثواني حتى استوعب اخر أسئلته قبل أن يخرج صوت الدكتور مره أخرى من التليفون " نطلع على المستشفى دلوقتي و الـAssistant بتاعتي هناك هتكشف عليها و تقولي ايه الوضع بالظبط".
أنهيت مكالمتي مع الدكتور و ابتسمت بسذاجة لزوجتي و انا أقول لها " شكلك هتعمليها ..الدكتور بيقول يلا على المستشفى"
يصاب الانسان أحياناً بالغباء من شدة التعب ولكن سيظل أغبى رد سمعته من زوجتي في تاريخنا الطويل معاً هو ردها في ذلك الوقت
"مش هروح مستشفيات .. ومش هشوف دكاتره ... مش عااايزه"
قبل أن أصيح بها بعد أن طفح بي الكيل من ذلك الرد المبهم قررت أن أطلب حماتي لأبلغها بما قاله الدكتور في نفس الوقت الذي رن فيه جرس الباب ، فتحت الباب لأجد حماتي أمامي و معها تليفونها بيرن ، ابتسمت لثانية أو اثنين و قلت لها " انا كنت لسه بكلمك علشان أقولك ان الدكتور بيقولنا نطلع على المستشفى" ثم أضفت بعدها بثانية " شكلها كده هتعملها النهادره"
ردت بإستغراب و هي تتجه لغرفة النوم " أمال الدكتور كان بيقول لسه الأربعاء الجي نروحله علشان نحدد ميعاد "
- " مش عارف بس انا لسه قافل معاه و قال نطلع على المستشفى دلوقتي"
غسلت وجهي بسرعه و أنا ألعن الحر و التوقيت الذي حرمني من (الدُش) اللذيذ
و لبست بسرعه و ساعدت حماتي في وضع ملابس مناسبة على زوجتي و دقائق قليلة و كنا جميعاً في سيارة (حمايا) متجهين الى المستشفى .
أخيراً وصلنا للمستشفى بعد طريق ليس بالطويل و لكنه ملئ بالصراخ من زوجتي و نظرات التوسل مني للناس لكي لا يقوموا بطلب البوليس لنا لإننا زي ما كنت بقولهم ساعتها " والله محنا خطفينها"
دخلنا قسم الطوارئ و ما هي الا دقائق قبل أن تصل مساعدة الدكتور الى غرفة كشف الطوارئ و تقوم بتثبيت جهاز قياس نبض الجنين على بطن زوجتي ووقفت أنا بجانبها أسمع ضربات قلب سريعة لصغيرتي التي تصارع بطن أمها لترى النور لأول مره ، ثم طلبت مني حماتي ان أحضر باقي الشنط من السيارة شنطة لملابس زوجتي و شنطة الطفلة فذهبت و أحضرتهم سريعاً ، وقتها كان تقريباً وقت وصول أبي و أمي و أختي الى المستشفى ، توجهت الى الداخل ، انتظرت حتى قامت زوجتي بمساعدة حماتي بتغيير ملابسها و أخبرتنا مساعدة الدكتور انهم جاهزين لينقلوها الى غرفتها بالمستشفى بمجرد انهاء دفع تكاليف المستشفى ، توجهت الى الإستقبال لأقوم بملئ بعض الأوراق في المستشفى بينما أشاهد أبي و حمايا يتنافسان منافسه شريفه على من يقوم بدفع تكاليف المستشفى ، انتصر حمايا وقتها بعد ان استعمل سلاح (النذر) رغم انه عاده قديمة نهى عنها الإسلام و رغم أن أبي يتبع طريقة تشبه طريقة الصوفيين الا انه استسلم لـ(نذر) حمايا بدفع تكاليف المستشفى .
" دي مش أوضة مستشفى..ده جناح في فندق"
هذا ما قفز في رأسي فوراً بعد أن رأيت الجناح الذي ذهبنا اليه حيث كان يتكون من غرفتين منفصلتين بينهما باب داخلي بكل منهما تكييف و تليفزيون و حمام احدهما للـ(حاله) كما يطلقون الممرضات على مرضاهم و الأخرى للضيوف والتي كان يوجد بها أثاث غرفة معيشة أمريكي من النوع المريح الفاخر و ثلاجة (ميني بار) وأدوات مطبخ بسيطه مثل الأكواب و الحوض.
مر بعض من الوقت كنت أستمع فيه لنبض ابنتي عن طريق نفس الجهاز الموجود في الطوارئ و انا أمازح زوجتي وأنا أعلم ان هذا أكثر توقيت تكره فيه المرأة زوجها فقلت لها " بتحبيني يا رنونا؟ " فتجيبني بهز رأسها بصورة عمودية في محاولة للإجابة على سؤالي بالتأكيد ، استمر الوضع على ما هو عليه حتى وصول الطبيب الى الغرفة الذي قال بالنص " هنستنى الطلق الجي علشان نكشف و نشوف اذا كنا هنولد طبيعي ولا قيصري" و ما هي الا دقيقة بعدها قبل أن تطلق زوجتي صرخاتها مره أخرى و كأنها تطلق رصاصة بداية السبق لتعطي الطبيب اشارة (ابدأ عملية الكشف)
بالكشف على زوجتي أقر الطبيب أن رأس الطفلة ليس في الحوض و لذلك و رحمة منه بالام زوجتي قرر أن تكون الولادة قيصرية أو كما أحب أن أطلق عليها الولادة بطريقة (شُق البطيخة) و بالفعل ما هي الا دقائق و كانت زوجتي تتحرك بالكرسي المتحرك الى غرفة العمليات التي حاولت أن أدخلها معها ولكن و بمجرد أن تعديت الباب الخشبي الأول عارض طاقم التمريض وجودي بشدة حتى بعد أن أقسمت بأني لن أتدخل في أي شئ ولن أتكلم ولكني سأشاهد الحدث فقط و أمام الحاحي قرر طاقم التمريض انه (يباصيني) الى الطبيب لإنها تعليماته ، و عرفت فقط ان خلف هذا الباب يوجد 3 أبواب واحد في اليمين الذي دخلت به زوجتي وواحد في الأمام وواحد في اليسار.
ذهبت الى الطبيب و طلبت منه أن يسمح لي بالتواجد في غرفة العمليات و لكنه أكد أن إدارة تلك المستشفى تمنع ذلك تماماً و انه كان علي أن أخبره برغبتي مبكراً حتى نذهب الى مستشفى اخر ، طلبت منه أن يقوم بالاتصال بمدير المستشفى و عمل استثناء ولكن لم تتحرك سفن رغباتي من مرساها في خليج التعليمات ، و بالتالي لم أجد بد من أن أنتظر خلف هذا الباب الخشبي ..
دقائق من الانتظار خلف الباب اللعين قضيتها أنا و أمي و أختي و حماتي ، تظاهرت فيها بالقوة و الثبات ، لم أفهم مشاعري تحديداً وقتها ، كان قلقاً بسيطاً ممزوجاً بحيرة و ترقب مع نظرة للمستقبل ، قد تكون تلك اخر لحظاتي قبل أن أكون أباً لطفلة سأكون حتماً مثلها الأعلى في الحياة ..
استغل والدي و حمايا الوقت في الإستغفارالى الله و الدعاء في الغرفة بينما مرت نفس الدقائق عليَ بطيئة للغاية حاولت أمي و حماتي ان تهدأ من روعي و لكن هيهات فلم يزدني كلامهم الا قلقاً ، وفي تلك اللحظة خرجت علينا عاملة نظافة من الباب الخشبي لنلتف حولها كالتفاف الصحفيين حول (سوبر ديفا) في هوليوود حتى ابتسمت و قالت " متقلقوش يا جماعه البيبي طلع بالسلامة الحمد لله" فأسرعت حماتي مره أخرى بسؤالها " طب هي فين و مجتش ليه نشوفها ؟!" ، ولكن لم تجد إجابة لسؤالها حيث اكتفت تلك الـ(داده) بأن قالت "لأ دي بقا أنا معرفهاش ممكن تسألي عليها الدكتور لما يطلع"
ذهبت الى الباب الخشبي في يأس لأنظر من الفاصل بينه و بين توأمه المجاور ، أستطيع أن أرى حركة غير طبيعية تحدث بالداخل... حركات طاقم التمريض بالداخل تدل أن شيئاً ليس على ما يرام ، اتكأت برأسي أكثر على فتحة الباب الخشبي في محاولة لقتل الجزء المسئول عن التفكير في أفكار سيئة ، ووجدت احد الأطباء يتجه نحو برج مراقبتي (الباب الخشب) فاعتدلت في وقفتي وأنا أحضر أكثر من 10 أسئلة عن الطفلة و أمها ولكن لم يعطنا -سيادة الدكتور المهم- أي فرصة لطرح أي أسئلة حيث خرج من الغرفة بملامح تملأها التوتر ولم يرد على أي من أسئلتنا حتى غادر منطقة الإنتظار تماماً وكانت تلك القشة التي حطمت قنواتي العصبية و الدمعية ، بدأت أشعر ان قدماي لا تستطيع حملي ، نظرت مره أخرى من برج مراقبتي لعلي أجد منه أي معلومه تفيدني ، رأيت من خلفه الباب الأمامي و اكتشفت انه مكان فحص الأطفال من قِبَل أطباء الأطفال ، استطعت أن أرى عدد لا بأس به من الأطباء و طاقم التمريض يلتفون حول شيئاً في تلك الغرفة ، بالتأكيد انها ابنتي ، ولكن لماذا يلتفون حولها هكذا ؟! ولماذا لم أسمع لها صراخاً يشق الاذان وينقل مشاعر الفرحة لكل الموجودين في منطقة الانتظار ؟!
أيعقل أن تكون فقط متأثرة من عملية تخدير الأم ؟!
أم أن الله لم يكتب لي أن أرى ابنتي على قيد الحياة !!
اللعنة على هذه الأفكار السوداء التي استباحت احتلال رأسي والذي لسنين ظننت ان محصناً منها .
الوقت يمر أبطأ ، أكاد أجزم أن الوقت توقف تماماً في تلك اللحظة ، التففت بعيني ببطء لأنظر حولي ، أستطيع أن أرى أختى منهاره من البكاء و أمي تمسك مصحفها الصغير لتقرأ فيه و حماتي لا تتوقف عن التكلم مع نفسها كلاماً ينقل توترها الداخلي لكل من حولها ، أستطيع أن أشعر بنفسي أتحرك وسط ثلاثتهم وهم في حالة تجمد ، نعم .. شهدت بأم عيني لحظة توقف فيها الزمن ، استمرت حتى رجوعي لنفس مكاني السابق ، بنفس وضع رأسي المتكئ على الباب .
تحرك الزمن مره أخرى ببطء و كأنه طفل يتعلم المشي للمره الأولى بخطواته البطيئة الغير منتظمة ، و هنا انهار اخر جزء في أعصابي و بدأت عيناي في البكاء و كأن الله غرز بداخل قلبي غريزة الأبوه في تلك اللحظة لأول مره بحياتي ، جاهدت لأحاول أن أخفي بكاء عيناي عن باقي الحضور ولكني لا أعتقد اني قد نجحت في ذلك ، جلست على (نقالة) مرضى و أنا أنظر بيأس الى ذلك الباب الملعون الذي يحجب عني أي معلومة قد أعرفها عن ابنتي أو زوجتي .
أشعر بالإرهاق الشديد ، استطيع أن أسمع العديد من الأصوات المتداخلة في رأسي ، أسمع صوت ميكروفونات الوحدة العسكرية التي أخدم بها ، أسمع صوت حماتي وهي تكلم نفسها في قلق ، أسمع بكاء أختى الهيستيري من القلق ، أسمع دعوات أمي و أسمع معهم صراخ طفل صغير !!!
استجمعت أفكاري بسرعة ودب الطاقة بي فجأه و جريت بسرعة ناحية فاصل الباب الخشبي مرة أخرى و أنا أشاور للجميع بأن يصمتوا و أقول " هشششش .. انا سامع صوت"
تحول برج المراقبة الى مكان (يساع من الحبايب ألف) و نحن نحاول جميعاً جاهدين أن نسمع أي شئ من الداخل ، و فجأه انطلق صوت صراخ طفلتي يطرب اذاننا و يهدئ قلوبنا ، ظللت أردد " الحمد لله ...الحمد لله" و أنا أبكي و على وجهي ابتسامة كبيرة.
مرت حوالي 10 دقائق بطيئة أخرى قبل أن تخرج أميرتي الصغيرة محمولة على هودجها الصغير (سرير الأطفال) متجهة الى الحضَانة للإطمئنان عليها ، نظرت الى وجهها للمرة الأولى بعيناي المليئة بالدموع ، ذاب قلبي الصخري و الذي ظننت أنه أبداً لن يذوب ، و تحول لونه الأحمر الى لون أزرق و أصبح رقيقاً هشاً سهل الخدش كحجر الفيروز ، تبعتها بخطوات سريعة الى الحضَانة و دخلت معها وحدي بعد تعليمات مشدده من الطبيب المسئول بإن "واحد بس يا حضرات اللي يخش معاها" و نظرت لوجهها مره أخرى و ابتسمت ثم توجهت الى أذنها اليمنى و أذنت فيها ثم توجهت الى أذنها اليسرى و تلعثمت و أنا أتلو عليها إقامة الصلاة وبكيت شاكراً ربي و أنا أنظر لملاكي الصغير ، خرجت من باب الحضَانة وذهبت سريعاً الى الباب الخشبي و طرقت لأطمئن على زوجتي و سرعان ما عرفت انها بخير و انها الان في (غرفة الافاقة) ، أخيراً عرفت ما وراء الباب الخشبي .. غرفة عمليات و غرفة لطبيب الأطفال و غرفة إفاقة ..ذهبت مره أخرى لفيروزتي و طلبت رؤيتها مره أخرى خاصةً بعد أن عرفت انهم سمحوا لحماتي و أمي و أختي بأن يروها بالتتابع ، دخلت الحضانة مره أخرى و نظرت اليها هذه المره من وراء الزجاج ، كيف سيستطيع هذا الكائن الصغير الذي لا حول له ولا قوة أن يواجه العالم المظلم الذي نعيش فيه ، لم يستغرق الأمر كثيراً حتى قفزت الإجابة من غريزتي الأبوية التي احتلت قلبي و عقلي فجأه وقلت لنفسي " لا ، لن تواجهي هذا العالم بمفردك ، سأكون دائماً ملاكك الحارس و مثلك الأعلى و سأحميكي و عائلتي الصغيرة من أي مكروه و سوء و لتكبري يا أميرة مملكة أبيكي و انتي تدركين أن والدك لكي سنداً لكي وقت كل مكروه وحصناً تختبئين داخل أحضانه من كل الشرور .
أكتب هذا المقال يا ابنتي لكي أوثق أعظم لحظات تاريخي و أقربها لقلبي و أدعو الله من قلبي أن تكبري بكل صحةٍ و عافيةٍ لتقرأي هذا الكلام و لتحكي لأولادك يوماً عن حب جدهم لكي الذي فاق كل العشق في قلوب المحبين أجمعين
اللهم أحفظ فيروز كريم و أهلها من كل شر و سوء.
اللهم أحفظها و أهلها من كل عينٍ حاسده.
اللهم اشفها و أهلها من كل مرض و مكروه.
اللهم أجعلها دائماً قرة عين أبيها و أمها و انظر اليها بعين الرحمة.
اللهم اكتب لها و لأهلها السعادة في كل مكان و زمان .
اللهم أجعلها من من قال عنهم رسولك الكريم " ولدٌ صالح يدعو له" .
اللهم أكتب لها و لأهلها الفرودس الأعلى يا رب العالمين.

التسميات: , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية