السبت، 1 سبتمبر 2018

بدون تطبيل (مقال ملوش علاقه بالسياسه خالص)

بدون تطبيل
(مقال ملوش دعوه بالسياسه خالص)




-125 شارع الحرية-
نظرت الى اللافتة المعلقة على العقار رقم 125 ثم الى لافتة أخرى كبيرة بالدور الثاني مكتوب عليه (بدون تطبيل) جنباً الى جنب مع شعار على شكل طبلتين و علامة اكس تشطبهم
ذلك الشعار الذي اشتهرت به تلك الجريدة الحديثة الإنشاء والتي عملت بها بتوصية (واسطة) من أحد اصدقائي القدامى بعدما تم طردي من اخر جريدة عملت بها.
خاصة و ان العمل بها مريح و لا يستدعي مني الذهاب الى مقر الجريدة الا في حالة وجود اجتماعات مع رئيس مجلس الادارة او مع رئيس التحرير أما عدا ذلك فيمكن بسهوله كتابة المقالات و إرسالها الى الجريدة عن طريق الإنترنت لنشرها
كما أن حجم العمل المطلوب مني في الجريدة يساعدني في قضاء وقت طويل مع ابنتي حيث ان كل المطلوب مني هو مقال واحد فقط كل اسبوعين.

في المصعد و خلال الخمسة ثواني الذي استغرقها ذلك الصندوق الخشبي للوصول الي الطابق الثاني
وقفت امام المرآة أمسح بيدي على أكتاف البدله وكأني أطهرها من بقايا قشرة الشعر المتطايرة أيعقل اني رغم كل تلك السنوات منذ خروجي من الخدمة لم اعتاد شكلي ببدله بدون وجود الرتب العسكرية
ابتسمت لتلك الحقيقة التي لا أستطيع إنكارها مهما حاولت ثم عدلت رابطة عنقي سريعاً قبل أن أخرج من المصعد تاركاً خلفي رائحة عطري الفرنسي المفضل ليداعب أنف كل من يصعد أو يهبط في العمارة

دخلت الى مقر الجريدة ، تم تعديل الديكور منذ اخر مره اضطررت ان اتي فيها الى هنا من شهر تقريباً ، وقفت لحظات أتأمل المكان ..غرفه خالية الا من سيدة ثلاثينية جميلة لم أعرفها من قبل لها ذلك الشعر الأصفر الناعم الطويل و الإبتسامة المبالغ فيها ، كأنها تقوم بتصوير احدى اعلانات ماركات الشامبو الشهيرة ترتدي بدلة رسمية كلاسيكية ضيقة بينما حرمني الـ(كونتر) الذي وقفت خلفه من معرفة باقي ملابسها الا اني أكاد أجزم من شكلها ان تلك البدلة تعلو حذاءً بكعب طويل لن يقل عن سبعة سنتيمترات من نفس لون البدلة
تقدمت نحوها فبادرتني بإبتسامة مصطنعة : أهلاً و سهلاً يا فندم ..أقدر أساعد حضرتك في ايه"
"كريم صادق.. عندي ميعاد مع رئيس التحرير" قلتها بتناكة وزير خارجية احدى دول العالم الأول
دون أن تغير من ملامح وجهها نظرت بطرف عينيها على التليفون الموضوع أمامها لتجد لمبه حمراء مضاءة بجانب رقم 1
-"مستر (موسى) معاه تليفون مهم ، للأسف يا فندم مش هينفع حتى أبلغه ان حضرتك موجود الا لما يخلص تليفونه الأول ، اتفضل حضرتك ارتاح"
جلست على احدى الكراسي في ركن الغرفة محاولأ كسر دقائق الانتظار الطويلة أنظر الى المكان من حولي ، غرفة بها منضدتين صغيرتين عليهم بعض المجلات التي تتقلب أوراقها بفعل هواء جهاز التكييف مصدره صوت خرررررشششففف مثير للأعصاب و تراصت الكراسي في تلك الغرفة ظهراً الى ظهر و كإنها المقر الرسمي (للعبة الكراسي الموسيقية) بينما جلست ممثلة الكائنات الحية الرسمية للغرفة وراء المسطح الخشبي تكتب بعض البيانات على جهاز الكمبيوتر أمامها لتصدر تكتكة بسيطة شكلت لحناً مستفزاً مع (خرفشة) المجلات ، نظرت للجهة المقابلة لأرى على الحائط شعار الجريدة كبيراً واضحاً جنباً الى جنب مع العدد الأول للجريدة معلق في برواز كبير ومن فوقهم صورة كبيرة حديثة لرئيس الجمهورية ، رغم تجديدهم للديكور الا اني فجأه اصبحت أرى المكان بدون روح لسبب ما

ربع ساعه من الإنتظار قبل أن تعلن تلك العروسة الباربي -التي لم تعرف حتى الان اني أعمل معها في الجريدة- أن"مستر موسى جاهز يقابل حضرتك يا فندم" وهي تقوم من مكانها لترشدني الى مكتب رئيس التحرير السهل تخمين مكانه بسبب اللافته الكبيرة الموجوده على الحائط بجوار بابه ،
انتهزت فرصة خروجها من وراء الساتر الخشبي لأخطف نظره سريعه لنصفها السفلي لأجد (جيبة) ضيقة تعمل لمؤخرتها نفس عمل البرواز الموجود على الحائط للعدد الأول من الجريده أو كما يقال عنها في البلاغة (تبرز المعنى و توضحه)
في محاولة فاشلة لغض بصري -حفاظاً على مظهري - نظرت لأسفل لأقابل حذاءً لامعاً بنفس لون البدلة بكعب طويل وكأنه زانة لاعبة أوليمبية تحاول كسر الرقم القياسي العالمي في الأنوثة الطاغية،
ابتسمت ابتسامة واضحة و انا أتخيل التشبيه الغريب -اللي مش في محله- فالتفتت لي بنفس ابتسامتها اللزجة -"فيه حاجه يا فندم؟!"
-"بصي هو عادة في المواقف اللي زي دي المفروض اقول لأ مفيش أو أعمل نفسي ببص على حاجه تانيه.. بس بصراحه انتي جميله أوي فأنا كنت ببص عليكي..سوري لو ضايقتك"
بحرفية أنثى تعودت على تلك الإطراءات على أنوثتها قالت بنفس ابتسامتها المصطنعه "ميرسي يا فندم على (الكومبليمو) ده"
-"لأ مجاملة ايه... انا مبعرفش أجامل.. ده كان رأيي فيكي (بدون تطبيل)"
رغم بواخة الإفيه الا اني قد نجحت أخيراً في تكسير الوجه البلاستيكي السخيف المرسوم على وجهها لأرى ضحكتها الحقيقية فأضفت سريعاً "تسمحيلي أعزمك على كوباية قهوة في أون ذا رن اللي جنبنا هنا"
لم تجب بالكلام بل ابتسمت ابتسامة خجل أو هكذا حاولت أن تظهرها ثم فتحت باب مكتب رئيس التحرير و هي تقول له الأستاذ كريم صادق يا مستر موسى ، دون ان تنتظر رد تركتني و خرجت بعدما قذقتني بغمزة على طريقة (العروسة الخبرة) في فيلم عادل إمام الشهير.
جلست على احدى الكرسيين المتواجدين أمام مكتبه دون أن ينطق بأي كلمة أو حتى يعزم علي بالجلوس ونظرت نظره سريعه له ، لا أعرف لماذا لا أطيق هذا الرجل ، أيكون بسبب اني و على مدار عمري أرفض أن يكون لي رئيساً في عملي و أجد صعوبه في تنفيذ أوامر مديريني في الأعمال المختلفة
رجل في الستينات من العمر لن تعرف الأمطار طريقاً منذ زمن لتروي شعيرات رأسه يحمل ملامح جاده و شارب كثيف و بنيه ضخمه تجعل من نظارته الشئ الوحيد الذي يجعلك تدرك انهرئيس تحرير و ليس ملاكماً ، نظر ناحيتي من خلف نظارته ورسم ابتسامه على وجهه و هو يقول " أهلاً و سهلاً أستاذنا الكبير كريم ولا تحب أقول سيادة العقيد"
بادلته نفس الإبتسامة " انت عارف اني مبقاش ليا علاقة بالجيش خلاص..و الناس اللي بحبهم بيقولولي كريم على طول..مين القطة اللي دخلتني ليك دي؟"
زادت ابتسامته و هم أن يضحك قبل أن يقول لي "سكرتيرة جديدة ..واجهة حلوه في وش (الجورنان) للي داخل من بره..ومؤهلاتها حلوه جداً على فكره"
لم أرد عليه و اكتفيت أني أعرف في داخلي عن أي مؤهلات يتحدث
"انا عايزك النهارده في موضوع مهم أوي" اراح ظهره على الكرسي وأضاف "اسمك ماشاء الله أشهر من النار على العلم وده من زمان من قبل حتى ما تشتغل معانا"
قلت مجاملاً "ده شئ يشرفني والله انك تبقى عارف شغلي القديم و تكون قريته ..أتمنى يكون عجبك؟" قلتها بصيغة السؤال ولكنه تجاهل الرد عليه و أكمل كلامه..
"لكن برضه زي ما تاريخك المشرف في الكتابة انا عارفه كويس ، أنا كمان عارف المشاكل اللي عملتها آخر مره في (وطن أفضل)..وعارف كمان الكتاب بتاعك اللي اتشال من السوق علشان المشاكل الأمني اللي عليه"
تعمدت مقاطعته قبل أن يكمل (اسطوانة أم كلثوم) كلها "وعلشان كده انا جيت هنا .. إسم الجورنان كان كفيل انه يخليني أفكر فيه ، التطبيل زاد أوي اليومين دول... و انا عايز أكتب براحتي" ثم أضفت في محاولة لإحراجه "وبعدين ما احنا اتكلمنا في الحاجات دي أول ما جيت هنا ..هو انت مش لسه مؤمن بحرية القلم برضه ولا ايه؟"
نظرة من التركيز اعتلت وجهه قبل أن يقول "انا مقدر و فاهم كويس أوي اللي انت بتعمله .. بس برضه عايزك انت كمان تراعي ان الجورنان بتاعنا لسه صغير و مبقالوش سنتين على بعض ..بلاش مشاكل دلوقتي .. و أنا أوعدك ان هييجي اليوم اللي تكتب فيه كل اللي نفسك فيه"
ظهرت على وجهي مظاهر الإمتعاض من كلامه فأضاف "أنا مش عايزك تفهمني غلط.. انا مع حرية الرأي و حرية الكتابة بس اديك شايف حال البلد اليومين دول ، و (الجورنان) بتاعنا لسه صغير و مش هيسد قصاد الناس اللي انت بتخبط فيهم"
ابتسمت ابتسامه ساخره من كلماته و قلت " واضح اني مش هكتب على راحتي هنا زي منا كنت متخيل .. طب خليني أشوف دماغ حضرتك فيها ايه" ثم أضفت "عايزني أكتب في ايه ؟"
رد بتلقائية و كأنه انتظر هذا السؤال منذ جلست أمامه " اللي انت عايزه ..بس بلاش سياسه انت عا..."
قاطعته بقلة ذوق متعمدة " يعني ايه بلاش سياسه.. هو في ايه اصلاً في البلد مش سياسة"
بلع ريقه في محاوله لإظهار نفاذ صبره "كريم يا صادق.. فيه 100 حاجه تانيه غير السياسه ممكن تكتب فيها... اكتب في الفن مثلاً .. الناس بتحب أخبار الفنانين و بتحب تتابع أعمالهم"
بنظرة تحدي قلت له "ماشي كلامك.. ممكن أكتب عن الرقاصه اللي لقوها مقتوله بعد اسبوعين من التصريح بتاعها انها هتكتب مذكراتها و هتلط ناس كبيره في الدوله"
-"و انت كده مبتتكلمش في السياسه .. بلاها فن خالص.. اتكلم في الحوادث.. و متقوليش مهو نفس الموضوع ده ممكن يتحط في الحوادث... انا مش ناقص والنبي"
ضحكت ضحكة ماكرة وقلت " خلاص.. نتكلم عن حادثة اختفاء (أيمن الجبالي) اللي كان ضحك على بنت (أنيس صلاح) رجل الأعمال المشهور و هرب معاها و اتجوزها ضد رغبة أبوها"
-"هو انت لازم تخبط في حد تقيل و خلاص..اسمع. عايز تنتقد انتقد تصرفات الناس . انتقد سلوكيات ..انتقد العادات و التقاليد اللي موديانا في داهيه..وكده تبقى بتغير من الواقع اللي مضايقك ومن غير ما نزعل حد مننا"
اختفت الضحكة و ظهرت الجدية على وجهي و أنا أقول "مبحبش أحس ان انا متكتف .. و بشتغل بدماغ حد تاني ..أنا لما بدأت الكتابة كتبت علشان الكتابة دي متنفس ليا من هموم الدنيا..ياريت متخليهاش هي كمان هَم فوق دماغي"
ابتسم فجأه وكأنه صديقي من الطفوله "طب اسمع ...متكتب في صفحة الرياضه... انت مش لسه بتحب ريال مدريد زي زمان ولا ايه؟!"
بإبتسامه شيطانية تعمدت عدم الخروج من الموضوع الأساسي الذي يحاول الهروب منه و قلت " بحبهم بس .. ده انا بموت فيهم ..ده انا لسه امبارح متفرج على الماتش كله بالتحليل بتاعه كمان .. عارف مين بقا اللي كان بيحلل الماتش..الماجيكو .. الإسطوره اللي الناس كلها بتحبه..
اللي قاله عليه زمان ارهابي و تبع تنظيم و صادروا كل أمواله..."
انتفض غاضباً من على كرسيه و هو يقول " خلاص يا كريم .. بلاها رياضه .. وبلاها حوادث و بلاها فنون ... اكتب زي ما انت عايز ..بس يكون في علمك .. انا فهمتك كتير و انت فهمت كويس وجهة نظري... لو كتبت حاجه من اللي في دماغك دي انا مضطر آسفاً اقولك ملناش شغل مع بعض"
قالها و ترك مكتبه و هو يقول .. " المكتب مكتبك.. انا لازم أمشي دلوقتي علشان مرتبط بمواعيد"
قمت مسرعاً من مجلسي و أنا أقول " لأ ده انا للي لازم أمشي دلوقتي علشان الحق أخلص المقال بتاعي ..و متقلقش.. انا عندي بنت عايز أربيها و اصرف عليها... انا هكتب مقال ملوش دعوه بالسياسه خالص
اختفى غضبه فجأه و ابتسم ابتسامة المنتصر في معركة فتح عكا ثم ودعني .
******
بعدها بيومين...
رن جرس تليفوني المحمول فنظرت للشاشة ليظهر على الشاشة اسم (رشا باربي)..
"ألو"
-"صباح الخير.. الدنيا هنا مقلوبه من امبارح.. لما بعتلي المقاله على الفلاشه وقلتلي اوديه النشر و انه متراجع من رئيس التحرير عملتلي مشاكل اد كده في الشغل.. ايه المقال المهبب اللي انت كتبته ده.."
-"انا عايزك متقلقيش خالص.. موسى عواد اصلاً كده كده لا بيراجع ولا بينيل.. ولو أي مشكلة حصلتلك في الشغل ..أوعدك اني هعوضك... طب اقفلي دلوقتي علشان هو على الـWaiting اهه هرد عليه و أكلمك
نظرت على اسمه نظره سريعه لأجد اسمه ظاهر على الشاشة
Mosa R2es T7rer Tabla 
فأبتسمت من الإسم و أجبت المكالمة لأشعر بصهد كلماته العصبية يخرج من سماعة التليفون و هو يقول " أقسم بالله ما هسيبك يا كريم يا صادق.. عايز تخرب بيتي .. بقا هي دي (جزاتي) علشان مديك الحرية انك تكتب و مش براجع وراك.. عايز تخرب بيتي و تقفلي الجورنان"
قاطعته بنفس مستوى العصبية " دكتور موسى برجاء العلم إن المكالمة دي مُسجله .. فأي تجاوز في الكلام هينهي اي سبيل لينا ان احنا ننهي الشغل اللي بينا بإسلوب محترم"
-"محترم.. و انت تعرف الإحترام منين يا ابن الـ"
أغلقت الخط في وجهه قبل أن أضطر لسماع تطاولاته و قمت بهدوء أفتح الباب و التقطت الجريدة من أمام الباب و أقلبت صفحاتها سريعاً حتى وصلت لصفحة (أحوال بلدنا) لأرى صورتي في قلب مقالي الذي سكن تقريباً كل الصفحة الا من بعض الاعلانات التي احتلت بعض مساحات الهوامش الجانبية.
جلست على الكرسي أقرأه مره أخرى بفخر...

مقال ملوش دعوه بالسياسة خالص....لكريم صادق
لما بدأت كتابة من أكتر من 20 سنة كنت بكتب علشان افك اي خنقة جوايا .. كنت بكتب لما أحس اني مخنوق في شغلي القديم.. كنت بكتب لما أحس اني في مشكلة .. كنت بكتب لما أحب أأرخ حاجه و كنت بكتب لما أحس اني تعبان أو ضعيف..أيوه ..بدأت الكتابة كده
كنت كل ما بكتب أي حاجه حتى لو بسيطه ألاقي 100 زميل و صاحب بيشجعوني اني أكمل.. لما ابتديت أنشر كتاباتي بره الدايره دي ..لقيت 1000 من يشجعني و يطلب مني اني استمر.
المشكلة ان من ضمن الحاجات اللي خنقتني كانت بعض أوضاع البلد اللي فرضت نفسها علينا من زماااان أوي ، فعملت زي ما بعمل على طول أوي ما بتخنق.. مسكت قلمي و كتبت...
فجأه الألف بقا الوف و بقا فيه معجبين أكتر و أكتر و اتقال ان كريم صادق ده جرئ أوي و ازاي بيكتب كده رغم شغله . بس قصاد الألوف دول ظهرت بعض الناس اللي كانت بتشدني لورا..
منهم اللي كان بيعمل كده علشان كان خايف عليا و على أهل بيتي.. منهم اللي كان بيعمل كده علشان خايف على منصبه و علشان معروف انه يعرفني بشكل شخصي.. ابتديت أعرف معنى اني اتحارب.
لما صدر كتابي الأول (أحمد وحماده وأبوحميد) من أكتر من 10 سنين كنت حاسس احساس واحد كان محروم من الخلفه و ربنا كرمه بعد سنين و شاف أول أولاده لكن بعد سنة بالظبط لقيت الكتاب بتاعي بيتسحب من السوق كله تحت اسم (دواعي أمنية) و شفتهم و هو بيقتلوا ابني بإيديهم
لما اشتغلت في جريدة (صوت الناس) كتبت معظم مقالاتي القوية و اللي قلبت الدنيا وقتها .. بس للأسف الدنيا لما اتقلبت اتقلبت على راس صاحب الجريدة اللي اتقفلت ..و لما اشتغلت في (وطن أفضل) وحاولت أكون على نفس المستوى من انتقاد السلبيات فوجئت بطردي من الجريدة...أيوه ..انا اتطردت مش زي ما اتقال على النت ساعتها اني اختلفت معاهم في الأجر .. لأ ..انا اتطردت علشان مصمم اني أواجه السلبيات و مغمضش عيني.
لما اخترت أشتغل في (بدون تطبيل) ، هم اختاروني علشان اسمي . و أنا كمان اخترتهم علشان اسمهم (بدون تطبيل) ، كنت فاكر ان المكان ده هيبقى أنسب مكان ليا أشتغل فيه خصوصاً إن اسم الجريده يوحي ان المقالات اللي فيها هتبقى جريئة و من النوع المفضل بالنسبه لي لكن للأسف لقيتهم هم كمان مش عايزني أتكلم في أي سلبيات.
أنا لما بتكلم عن السلبيات بتكلم من وجهة نظر واحد بيحب بلده و نفسه يشوفها أحسن.. الكل عارفني من أيام زمان ..ولا عمري طبلت ولا لسلطه ولا لحزب من أحزاب .. طول عمري محايد و نفسي أشوف بلدي أحسن
لما نغمض عينينا بنسمح للفساد انه ينتشر أكتر و يكبر و يبقى أصعب لما نيجي نواجهه.. أنا مش هقدر أغمض عيني.. دي حقيقة و مش هتتغير .. و امبارح لما قابلت د/موسى عواد رئيس تحرير جريدة -اللي انا هسميها من النهارده- (الطبلة) اتفاجأت انه بيهددني اني لو مكتبتش مواضيع بالشكل اللي هو عايزه هيرفدني من الجورنان
و علشان كده وعدته اني هكتب (مقال ملوش دعوه بالسياسة خالص) و انا اهه نفذت وعدي و عملت ده عنوان المقاله.. اما بالنسبه لإنه كان بيحاول يكتف ايدي علشان متكتبش غير اللي هو عايزه
فأنا بعلنها هنا و في جريدته...
السيد رئيس التحرير ( اللي مبيهنش عليه حتى يقرا المواضيع او يراجعها قبل النشر)
فلتقبل إستقالتي من الجريده أو حتى متقبلهاش و ترفدني .. براحتك..
كان نفسي في جواب استقالتي اكتبلك كلمتين حلوين كده من عينة السيد المحترم و برجاء و تفضلوا بقبول وافر التحيه بس للأسف عاهدت نفسي لما جيت الجريده اني أكتب (بدون تطبيل).

التسميات: , , , , ,

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية